تدفقت حشود غفيرة من أبناء الشعب المصري إلى ميدان التحرير وغيره من ميادين الثورة لمشاركة الجيش الاحتفال بمليونية النصر والعبور في ذكرى العاشر من رمضان.. ذهبت إلى ميدان التحرير الذي سادته أجواء الفرح والبهجة.. أعلام مصر في كل مكان.. والألعاب النارية.. والليزر.. والهتافات لمصر.. وجيشها فضلا عن هتافات .. الشعب يريد محاكمة الاخوان.. ومع السلامة يا أبو عمة مايله.. والله زمان وبعودة ليلة أبوكم ليلة سودا.. جلست على الرصيف أطالع الطبعة الأولى لاحدى الصحف فصدمتني مقالة لأحد فلول الاخوان يسخر من ثورتنا العظيمة في 30 يونيو ومن جيش مصر الباسل.. ويرسم الكاتب صورة عبثية مشيرا إلى أن ما حدث سيتكرر ثانيا وثالثا.. وانه رغم انخفاض شعبية الرئيس الفرنسي هولاند أكثر من مرسي إلا أن أحدا لم يفكر في الإطاحة به!! ومضى ساخرا ان الرياضة الأولى للشعب المصري ستصبح تغيير الرؤساء فهل ستتحمل مصر الفقيرة المديونة ذلك؟.. وأخذ الكاتب يتساءل هل ما حدث ثورة انقلابية أم انقلاب ثوري؟ هل هو انقلاب ناعم أم ثورة شعبية خشنة تم فيها احراق مقار وقتل مواطنين.. ودخل في مغالطة عندما قال إن 23 يوليو انقلاب تحول إلى ثورة في حين أن 30 يونيو ثورة تحولت إلى انقلاب!! وبالطبع ضغط الرجل على نفسه كثيرا ليصف الأمر بالثورة وخاصة أنه أشار إلى أن الحشد لم يستمر أكثر من 6 ساعات! وقارن 30 يونيو بثورة 25 يناير التي قال ان كل أطياف الشعب شاركت فيها متناسيا أو متجاهلا ان الاخوان قد اختطفوها لأنفسهم فيما بعد في إطار خطة التمكين وأخونة الدولة.. وقال الكاتب إن مرسي اعترف بأخطائه ولكنه لم يشر إلى هذه الأخطاء الكارثية والتي دفعت مصر إلى الهاوية.. لم يعترف بأن مرسيهم كان مجرد دمية هزلية ومندوب مكتب الإرشاد في الرئاسة .. لم يشر إلى أن مرسيهم قدم مصالح الأهل والعشيرة الإرهابيين على أي شئ آخر.. فأطلق سراح الإرهابيين في الشوارع وترك لهم سيناء يمرحون فيها كيفما شاؤوا .. والنتيجة ضحايا من المصريين الأبرياء في سيناء والاسكندرية والمنيل وغيرها.. لم يتناول الكاتب المشاكل الحياتية التي عانى منها المصريون بسبب فشل الاخوان وعجزهم وإصرارهم على الأخونة بأي ثمن.. فعانى المصريون من الغلاء.. وانقطاع الكهرباء والمياه ونقص البنزين .. فيما كان يتم تهريب السولار المصري للأهل والعشيرة في غزة.. لم يتطرق إلي الحرب التي شنها مرسيهم ضد كل مؤسسات الدولة من قضاء وإعلام وشرطة وجيش للقضاء على الدولة المصرية ليحل محلها كيانا مهلهلا ليس له أمن قومي من الأساس.. والحقيقة أنني أتفق مع كاتب المقال في أنه كانت هناك صورة عبثية تمثلت في وجود ذلك الرئيس الهزلي الذي كانت خطبه وهيئته فضيحة بكل المعايير وفي العالم كله.. وكفى يعني كفى .. قالها الشعب.. وأعتذر لكل من صدمته مثل هذه المقالات العبثية..