قال مسئولون إسرائيليون السبت 20 يوليو، إن إسرائيل لن تذعن لمطلب الفلسطينيين بشأن حدود دولتهم المستقبلية قبل بدء محادثات السلام لكنها ستوافق على طلبهم الإفراج عن بعض السجناء. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال الجمعة إن إسرائيل والفلسطينيين أرسوا الأساس لاستئناف محادثات السلام بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات لكنه نبه إلى أن الاتفاق ليس نهائيا ويتطلب المزيد من الجهود الدبلوماسية. لكن التصريحات الصادرة يوم السبت عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون ووزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتز تشير إلى ان الجانبين ما زال أمامهما عقبات قبل إمكانية استئناف المفاوضات. وقال يعلون في بيان إن إسرائيل "تصر على دخول المفاوضات دون شروط مسبقة منها مطلب فلسطيني بشأن حدود 1967 وهذا بالضبط ما يحدث الآن." ويقول الفلسطينيون إن المفاوضات يجب أن تركز على إقامة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية بحدود تقارب الحدود التي كانت قائمة قبل احتلال إسرائيل لهذه الأراضي عام 1967. وقال شتاينتز انه لا تنازل إسرائيليا بشأن هذه النقطة وبشأن المطلب الفلسطيني بأن توقف إسرائيل جميع أعمال بناء المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية. وأضاف "لا مجال ان نوافق على الدخول في أي مفاوضات تبدأ بتحديد حدود الأراضي أو تقديم تنازلات من جانب إسرائيل أو تجميد البناء." وقال مسئول فلسطيني بارز على دراية بالمحادثات لرويترز موقفنا مازال واضحا : استئناف المحادثات يجب ان يستند إلى حل الدولتين والى حدود عام 1967 . وقال كيري يوم الجمعة إن الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين لم يتخذ صبغة رسمية بعد لكن المفاوضين من الجانبين يمكنهم بدء محادثات في واشنطن "خلال الأسبوع أو نحو ذلك". وفي أول تصريحات علنية له منذ إعلان كيري رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما اعتبره تقدما لكنه لم يشر إلى الخطوات التي ستتخذها إسرائيل لضمان استئناف المحادثات. وقال نتنياهو في بيان السبت "استئناف عملية السلام في هذا الوقت يمثل مصلحة إستراتيجية حيوية لإسرائيل. من المهم محاولة انهاء الصراع بيننا وبين الفلسطينيين وهذا مهم في ضوء التحديات التي نواجهها من إيران وسوريا." وقال عضو الكنيست الإسرائيلي تساحي هانجبي المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه كان يتعين على الولاياتالمتحدة ان تجد صيغة تتجنب بها قضية حدود 1967 التي تنسف إمكانية استئناف المفاوضات. وأضاف هنجبي لراديو إسرائيل "المحادثات ستكون ممكنة عندما يشعر الجانبان بعدم التخلي عن مواقفهما الأساسية. الأمريكيون لهم ان يقولوا ما يريدون. وعلى سبيل المثال بإمكانهم القول بأنهم يعتقدون ان المحادثات يجب ان تكون قائمة على حدود 1967 لكن هذا لا يلزمنا." وقال "اعتقد أنهم سيقولون أيضا ان الهدف من المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق يعترف فيه الفلسطينيون بأن إسرائيل دولة يهودية وهو أمر يبدو ان الفلسطينيين غير مستعدين لقبوله على الأقل في الوقت الراهن." ويطالب الفلسطينيون منذ فترة طويلة بأن تفرج إسرائيل عن سجناء محتجزين في سجون إسرائيل قبل 1993 وهو العام الذي وقع فيه الجانبان اتفاقيات أوسلو التي تعد اتفاقا مؤقتا الهدف منه ان يؤدي إلى دولة مستقلة. وقال نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الطلب الفلسطيني بإطلاق سراح الأسرى دائما على راس جدول أعمال الرئيس أبو مازن في كل لقاءاته سواء مع الوزير كيري آو مع غيره.. وإطلاق سراح الأسرى أولوية فلسطينية يجب ان تسبق أي اتفاق وفي اتفاق نهائي يجب ان يكون إطلاق سراح الأسرى جميعا دون استثناء." وأشار شتاينتز إلى ان بعض الذين سيفرج عنهم أدينوا في جرائم عنف ضد إسرائيليين. وأضاف لراديو إسرائيل "سنفرج عن بعض السجناء لا أريد أن أحدد أعدادا لكن سيكون هناك سجناء أمضوا عشرات السنين في السجن.لن يكون الأمر سهلا لكننا سنقدم هذه اللفتة. وقال ان الإفراج سينفذ على مراحل. ولم يتضح ما إذا كان سيتم الإفراج عن أي سجناء قبل بدء المحادثات. ويقول بعض المسئولين الإسرائيليين انه لن يفرج عن سجناء إلا بعد إجراء المفاوضات. وتشير إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني الذي يرعى مصالح السجناء الفلسطينيين وأسرهم إلى وجود 103 سجناء قبل توقيع اتفاقيات اوسلو. وقال مسئولون إسرائيليون وفلسطينيون لرويترز يوم الجمعة انه قد تمضي عدة أشهر من المحادثات قبل أن تتضح معالمها. وذكر شتاينتز ان الفلسطينيين وافقوا على إجراء محادثات ستستغرق بين تسعة أشهر وعام. وقال ان هذا سيمنع الفلسطينيين من اتخاذ خطوات منفردة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم حيث خططوا للسعي إلى اعتراف بدولتهم في غياب محادثات مباشرة مع إسرائيل. وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في مؤتمر صحفي يوم السبت ان مصر تؤيد ان تجري محادثات جادة في إطار زمني محدد ودقيق. وأقرت الجامعة العربية الأسبوع الماضي جهود كيري لاستئناف محادثات السلام. وتشير الجامعة إلى إمكانية تحقيق سلام إقليمي أوسع مع إسرائيل بعد إقامة دولة فلسطينية. وتعثرت مقترحات السلام التي طرحتها الجامعة العربية قبل أكثر من عشر سنوات بسبب قضية العودة إلى حدود ما قبل 1967 لكنها أكدت يوم الأربعاء أنها عدلت موقفها إلى ما وصفته بتغيير محدود في الأراضي بنفس المساحة والقيمة. وتتيح مثل هذه الصيغة لإسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبيرة التي قالت انه يجب ان تبقى في أيديها في أي اتفاق سلام في المستقبل.