يرجع أصل موقع مسجد مؤيد الشيخ لسجن كان يسمي "خزانة شمائل" ثم حوله السلطان المؤيد أبو النصر المحمودي إلى مسجد. وكان المؤيد شيخ قد سجن في هذا السجن أيام أن كان أميرا وقاسى فيه الآلام الشديدة، و نذر أن أتاه الله ملك مصر أن يبني مسجدا مكان هذا السجن وتم له ما أراد فانشأ مسجده. وشرع المؤيد في بناء المسجد في ربيع الآخر سنة 818 ه / 1415 م، وفي نفس العام أقيمت أول خطبة به يوم الجمعة 2 من جمادي الأول،ولم يكن أكتمل فيه شيء وقتها سوي إيوان القبة، و أتم بناء المسجد سنة 823 ه / 1420 م ، و افتتح المسجد قبل 600 عام تقريباً. ويوم افتتاح المسجد قام المؤيد بالنزول إلى صحنه وأقام احتفالا كبيراً بهذه المناسبة،وقد توفي السلطان المؤيد قبل اكتمال أجزائه، ومنها القبة الغربية، وكذلك مساكن الصوفية، إلا أن كاتب السر الذي تولى الأشراف على أعمال العمارة بعد وفاة السلطان أكمل الأجزاء الباقية، وقد انتهز مهندسه فرصة وجود باب زويلة ملاصقاً له حتى اتخذ من بدنتين قاعدتين لمنارتيه. وتتكون وجهه المسجد من صفوف تنتهي بشرفات و بها صفان من الشبابيك وبأسفلها دكاكين. و ويحيط بقبته زخارف محفورة في الحجر ويحلي جانبيه ترابيع رخامية مكتوب عليها بالخط الكوفي المربع "لا اله الا الله محمد رسول الله" مكرره وقد اتخذت الباب وعتبته من الجرانيت وأحيط بإطار زخرفي جميل أما الباب المصفح بالنحاس المزخرف المركب علي مدخل الجامع فهو باب مسجد السلطان حسن نقله المؤيد إلي جامعه، ولازال أسمه منقوش عليه إلى الآن ولقد تهدمت ثلاث من أواوين هذا المسجد ولم يبقى سوى الإيوان الشرقي والي جوار المدخل قبة مرتفعة يحلي سطحها بخطوط بارزة محفورة في الحجر علي شكل دالات متداخلة في بعضها. أما منارتا هذا الجامع فقائمتان على باب زويلة، وللمسجد أربعة حدود، الحد الجنوبي الشرقي، يطل على شارع المعز لدين الله، وبه الواجهة الرئيسة والباب الرئيس، والحد الشمالي الشرقي يطل على الحارة الشرفية، التي كانت تؤدي إلى باب الفرج. والحد الشمالي الغربي به الحمام والميضأة ومساكن طلبة المدرسة، فيما يطل الحد الجنوبي الغربي على شارع »تحت الربع«، والزاوية الجنوبية للجامع متداخلة مع البرج الغربي لباب زويلة الشهير، وجدد الخديوي إسماعيل وجهات الجامع الثلاث الأخرى بين سنه 1870/1874م