اكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو دعم مصر لكل ما من شأنه تعزيز قدرة الاتحاد الافريقي علي العمل الجماعي المشترك لمنع اندلاع النزاعات وتسويتها بالوسائل السلمية وصولا لتحقيق الديمقراطية والرخاء والاستقرار في مختلف انحاء القارة . وقال وزير الخارجية في كلمته التي القاها امام الاجتماع الوزاري للسلم والامن الافريقي التي بدأ في الجزائر صباح اليوم ومحوره المصالحة الوطنية في افريقيا ،،ان مصر تدعم الجهود المصالحة كاسأس لتسوية النزاعات في الكونغو الديمقراطي والصومال وافريقيا الوسطي وغينيا بيساو كما انها تساند جهود افريقيا للاضطلاع بدور أساسي في مالي فيما يتعلق بارساء السلام الدائم ودعم الاستقرار وبناء مؤسسات ديمقراطية وفق رؤية شاملة تحقق مصالحة وطنية جامعة وتاخذ بالابعاد التنمويةوالسياسية بما في ذلك اعتماد خريطة الطريق الانتقالية وتشكيل اللجنة الوطنية للحوار والمصالحة وعقد الانتخابات المرتقبة في يوليو 2013 معتبرا ان اتفاق وأجاد وجو خطوة هامة علي صعيد المصالحة الشاملة مع الجماعات التي تنبذ العنف حفاظا علي وحدة وسلامة مالي وأراضيها ونسيجها الوطني . اما بالنسبة للصومال فأكد وزير الخارجية علي أهمية مواصلة دعم بناء مؤسسات الدولة الصومالية كاسا س لنجاح جهود المصالحة وتدعيم الاستقرار وإرساء سلطة الدولة بالإضافة الي دعمها لجهود تحقيق السلام والامن في الكونغو الديمقراطية ومساندتهم للمسار السياسي الجاري لمعالجة الازمة في شرق الكونغو بالتوازي مع جهود بعثة الاممالمتحدة لتثبيت الاستقرار بما يمثله ذلك من فرصة للتوصل الي حل دائم يحقق المصالحة ويعزز من جهود تحقيق الاستقرار بمنطقة البحيرات العظمي وكذلك دعم جهود المصالحة في غينيا مرحباً بالمساعي الآن صالحة الشاملة واستعادة الشرعية الدستورية وتثبيت الأوضاع الأمنية في جمهورية أفريقيا الوسطي . ووصف وزير الخارجية الاجتماع بانه فرصة لمواصلة تقييم ما تحقق من إنجاز علي صعيد تسوية النزاعات في أفريقيا واكد ان المصالحة الوطنية في سياق جهود الاتحاد الافريقي أثبتت ان الاعتماد علي الخيار العسكري وحده قد ينشئا مشاكل ولا يؤدي الي انهاء النزاعات بل وفي أحيان كثيرة ينتج عنه تفاقم في أزمات وانتقالها الي دول مجاورة وبناء علي هذا طالب وزير الخارجية ان تكون تمضي جهود المصالحة متلازمة مع مساعي حفظ السلام وتثبيت الاستقرار واستعادة الأمن وفق منظومة تتناول الأبعاد السياسية والأمنية والتنموية من خلال كافة الاطراف السياسية التي تؤمن بالحوار . وأشار محمد كامل عمرو ان ما تشهده بعض دول القارة السمراء من تحديات أمنية هو نتاج أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية أدت الي انتشار العنف والجماعات المسلحة والجريمة المنظمة العابرة للحدود مما يتطلب معالجة هذه الأوضاع من خلال الحوار وتلبية الاحتياجات التنموية ومعالجة جذور الأزمات وليس أعراضها وأوضح ان اهم ركائز المصالحة الوطنية التزام الحكومة تجاه مواطنيها في مكافحة الفقر والتهميش واحترام حقوق الإنسان تتضافر الجهود لتلبية تلك الاحتياجات . وأنتقد وزير الخارجية جانبا من الجهد الدولي المبذول لتسوية النزاعات الأفريقية لانه يقتصر علي إدارتها دون وجود رؤية واضحة لكيفية تسويتها نهائيا مما يؤدي الي استمرار العديد من نزاعات القارة بل وتجددها رغم كل ما يبذل من جهد مطالبا أفريقيا بطرح حلول شاملة لمعالجة جذور النزاعات من خلال بناء مؤسسات الدولة في مرحلة ما بعد النزاع بما يحقق التكامل بين محاور السلم والامن والتنمية والحوكمة وحقوق الإنسان . من جانبه طالب وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بصفته الرئيس الحالي لمجلس السلم والامن في كلمته الافتتاحية الاتحاد الافريقي و مجموعة حكماء البرلمان الافريقى بضرورة المساهمة لتشجيع أطراف النزاعات على اتباع نهج التعايش السلمى لمستقبل وأعد لدول الافريقية و قال مدلسى ان الاحتفال بخمسينية تاسيس المنظمة الافريقية كانت مناسبة لكل القوى الحية بإفريقيا للتأكيد على ان رهانات السلم و الأمن الافريقية تعتبر حاسمة لتحقيق تطلعاتها فى تعبئة كل الطاقات و الموارد فى خدمة التقدم الاقتصادى و الاجتماعى خاصة و ان مجلس السلم و الأمن يعمل بكل جهد للاستجابة لهذه التطلعات المشروعة للشعوب و يسعى دوما لمعالجة الأزمات و حل النزاعات. و أشار مدلسى خلال كلمته الى انه تم تسجيل تقدم ملحوظ فى مجال تكفل افريقيا بمسائل السلم و الأمن و لكن أمامنا تحديات هامة يجب رفعها مثل تدعيم الأمن ما بعد النزاعات و الوقاية من الأزمات المتكررة و حل النزاعات لذلك يجب علينا الاستفادة من تجارب البلدان الافريقية و التى تؤجت بحلول دائمة و تتميز هذه التجارب بإدماج بعد المصالحة الوطنية ضمن العناصر الاساسية لمسارات التسوية. كما استعرض مدلسى فى ختام كلمته التجربة الجزائرية حول المصالحة الوطنية وصفها بانه تم الارتقاء بالمصالحة الوطنية فيها بناء على تطلع عميق للشعب الجزائرى لمطلب ملح فى عملية التجديد الوطنية و عليه فان الجزائر دعمت السلم و الأمن و الاستقرار و عمقت مسار الديمقراطية و أطلقت برامج طموحة للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية . من جانبه قال ممثل الجامعة العربية السفير سمير حسنى ان الشعار الذى اتخذه الاجتماع الوزارى اليوم لدعم المصالحة الوطنية فى البلاد الافريقية هو شعار صالح للتطبيق فى العالم العربى و الذى وصفه بانه فى حاجة حقيقة و ماسة للمصالحة الوطنية كخطوة هامة للتحقيق الاستقرار. و اشار حسنى ان تجربة الاتحاد الافريقى فى السلم و الامن يجب ان يتعلم و يستفيد منها العالم العربى حيث انها كانت و الأنجح معلنا ان الجامعة العربية ستعمل على الاستفادة من تجربة مجلس السلم و الأمن الافريقى من خلاله نظيره العربى التابع للجامعة قائلا نتطلع الى شراكة ليس فقط فى مجلس السلم و الأمن الافريقى و انما فى كل المجالات المشتركة بين العرب و الأفارقة. واضاف مفوض السلم والامن بالاتحاد الافريقي رمضان عمامرة في كلمته امام الجلسة الافتتاحية ان المجلس لديه دور هام فى طرح المصالحة الوطنية بما سيساعد البلاد الافريقية فى تعزيز السلم و عدم عودة العنف و بناء الدول مشير ا الى ان المصالحة ليس مفهوم غريب على افريقيا و لدينا نماذج و تجارب متعددة و يمكن وضع حد للحروب الاهلية و النزاعات الطائفية عام حاسم للأمن و التنمية المستدامة فى افريقيا بالتزامن باحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الاتحاد الافريقى علينا تقيم تجارب المصالحة فى دول عديدة و هى جزء من التراث الحضارى فى الدول الافريقية و مراهنة على قدرة القارة فى ان تجد حلول للظروف الصعبة التى تمر بها فى اكثر من منطقة و هى أداة لتفادى الصراعات و وسلية لتسوية النزاعات وفق مواد المجلس ينبغى مساعدة البلاد الخارجة من النزاعات عن طريق المصالحة للإعادة بناء النسيج الجهود يجب ان تضع فى الاعتبار الوضع الخاص لكل دولة خارجة من النزاعات تحقيق العدالة و المصالحة يجب ضمان عدم الإفلات من الحساب و الإفلات من العقاب و سيادة القانون . و قال ممثل الاممالمتحدة جيري فلتمان ان المصالحة الوطنية هى المحور الاساسي فى بناء مجتمع سلمى فى افريقيا و التجربة أكدت ذلك خاصة و ان الاممالمتحدة ترى تحديات المصالحة فى حالات ما بعد النزعات و هى عنصر أساسى فى منع النزعات و تسويتها و بناء السلم بين الدولة و المواطنين و فى حالة عدم وجود الثقة تظهر النزعات التى تؤدى الى العنف مشيرا الى ان السلم الايجابى ليس فقط إسكات الاسلحة و لكن يعنى الثقة فى المؤسسات بدلا من اللجوء الى العنف. مشيرا الى ان المجتمع الدولى ركز على عناصر السلم من خلال وقف اطلاق النار و نزع الاسلحة و هى شروط أساسية لتكريس السلم و إتمام المصالحة و لكنها يجب ان تكون مرتبطة بالشأن الداخلى لافتا الى ان المصالحة من قبل الخارج و الأطراف الخارجية تساعد على توفير البئية الملائمة و لكنها ليست الاساس من خلال تقدم الخبرة الفنية و الدعم المالى كما تسعى الاممالمتحدة و لكن إقرارها يكون شان داخلى فى المقام الاول. و قال بير ديون بيس ممثل الاتحاد الاوربى اننا كاتحاد اوربى سنكون بجانب الاتحاد الافريقى فى كافة عناصر إقرار المصالحة الوطنية بالدول الافريقية واصفا المصالحة الوطنية بانها قضية عادلة تحتاج دعم حقيقى من كافة أطراف المجتمع الدولى خاصة وسط عدد من التحديات التى تواجه القارة السمراء و على راسها اتساع الحركات الإرهابية فى القارة الافريقية مما يتطلب عودة الحوار الوطني للإعادة بناء نسيج وطني و ضرورة فى الاندماج فى المجتمع الوطنى للإعادة التنمية الاقتصادية المستدامة و هذه الاهداف يجب ان تكون ظاهرة من خلال برامج و مخططات يمكن لمجتمع الدولى ان يساهم من خلالها فى اقرار المصالحة الوطنية الافريقية .