هي كائن خرافي انتشرت حوله عدة أقاويل هنا وهناك، ادعي الكثيرون أنهم شاهدوها على الشواطئ حول العالم، وطالما ما كانت هناك قصة لها تختلف باختلاف ثقافة قائليها.. "حورية البحر" هي امرأة، ينقسم جسدها إلى نصفين الأول بشري والأخر على هيئة سمكة، يمكنها العيش تحت الماء ولها جمال شديد تستطيع به فتنة العديد من الرجال، كما قيل أحيانا أن لها بعض القوى السحرية والتأثيرات على الإنسان. قال الكثير من البحارة حول العالم إنهم رأوا حورية البحر وغالبا ما كانوا يغرمون بها ، وأشهرهم على الإطلاق البحار الفرنسي كاميرون إليدونيالديزو، الذي تحكي قصته أنه رأى حورية في إحدى رحلاته للصيد، واستطاع الإمساك بها واحتجازها في منزله وأنه أنجب منها 7 أطفال ثم قتلها قبل أن يموت لأنه كان يخشى أن تظهر أمام بشر آخرين. بالإضافة لقصة"سيرينا" التي تقوم على فكرة لعنة الأم لأبنتها، وهي أن إمرأة طلبت من ابنتها "سيرينا" أن تذهب لشراء عدة أشياء لها، لكنها تذهب للسباحة وتتأخر، وعندما قلقت الأم وخرجت للبحث عنها ووجدتها تسبح في البحر غضبت عليها وقالت،:"إن كنت تحبين البحر إلى هذه الدرجة فلتتحولي إلى سمكة"! ويبدو أن دعوة الأم قد أصابت فبدأت الفتاة في التحول إلى سمكة بالفعل، لكن "عرَابة الفتاه" حاولت منع اللعنة، والاكتفاء بتحول نصف جسدها فقط! وفي ثقافتنا العربية لم تخلو القصص والثقافات من "حورية البحر"، فهناك أسطورة "جلنار"التي جاءت في ألف ليلة وليلة و تدور حكايتها حول حورية أحبت بحارا لكنها لم تستطيع البقاء معه على الأرض، فاكتفت أن تراه ليلة اكتمال القمر من كل شهر وأنجبت منه ابن واحد، حتى صعدت إلى الأرض في إحدى المرات ووجدت حربا دائرة فلم تستطع إنقاذهما، ومنذ ذلك الحين غضبت وظلت لعنتها قائمة إلى اليوم. ومن أكثر القصص التي تناقلها الناس ولاقت رواجا قصة الإلهة "أتارجاتيس" من الحضارة الآشورية، التي يُقال أنها أحبت احد البشر وعقابا على ذلك ألقت بنفسها في البحر فتحول نصف جسدها إلى سمكة. حاول بعد ذلك العديد من البحارة والصيادين وساكني المدن الساحلية إدعاء أنهم رأوا حوريات بحر لكن أحدهم لم يستطع إثبات ذلك، كما تم العثور على حفريات في أماكن مختلفة ووضعها في المتاحف تحت حراسات مشددة مع عدم وجود تفسيرات علمية واضحة حول ماهيتها.