قدم هرنا ندو دي سوتو ، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي،ورقة عمل بعنوان " نداء من أجل الحرية الاقتصادية في العالم العربي" ، ضمن مقترح قيد المناقشة من أجل التنفيذ من قِبل حكومات عربية ورواد القطاع الخاص، ومن شأنه أن يرفع نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 2٪، حسب تقديرات مصرية وأميركية. وقال خلالها أن الربيع العربي يمثل فرصة غير مسبوقة لإزالة القيود التي تعوق النمو الاقتصادي علي نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولم يدرك إلا قلة من الناس أن التوتر المستمر في العالم العربي هو عَرض من أعراض ثورة مؤيدة للسوق أشعل لهيبها مئات من أصحاب المشروعات الصغار، احتجاجاً ضد قيود من بينها نزع الملكية، لكن إزالة هذه العوائق لا يمكن أن تتأتي من دون التصدي للأسباب الكامنة وراء هذه القيود. نشير إليها بتعبير "القيود الجوهرية" أو الحواجز الرئيسية التي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وحسب الاعتقاد السائد في الغرب، تُعتبر روح المبادرة والاستثمار الذين يقومان علي آليات السوق بمثابة المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي. ولتحقيق النمو علي نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الموسومة بالكساد، يجب تحديد المعوقات الاقتصادية التي تعترض طريق النمو وإزالتها . وقال في الورقة المقدمة أنه باعتبارنا أميركيين لاتينيين نُساهم في خفض تكاليف المعاملات بالنسبة للحكومات في جميع أنحاء العالم، ونحن في معهد الحرية والديمقراطية نتفق مع هذا الطرح ، وأننا نعلم أن معظم النخب العربية المدربة تدريبا جيدا تتفق أيضا مع هذا الطرح. ويرجع السبب الأول في ذلك كان يجعل دائما من الصعب إزالة القيود التي تعوق النمو في البلدان النامية والاقتصاديات التي تمر بمرحلة انتقالية هو أن القيود الحقيقية توجد علي مستوي مؤسساتي عال. يمكن التعبير عن هذه المسألة بطريقة أخرى والقول بأن البلدان الغربية أصبحت بارعة في إزالة القيود لأنها قامت قبل ذلك بوضع حد لما أسميه "القيود الغالبة للقيود – أو ما قد أسميه "القيود المفروضة على القيود" ويكمن الثاني الذي أتصور أن يقدمه محمد البوعزيزي، البائع المتجول التونسي الذي أطلق شرارة الربيع العربى فى 17 ديسمبر 2010 عندما أشعل النيران فى نفسه ، لو أنه تجسد ثانية في جلستكم هذه وهو يحمل شهادة أكاديمية في ااقتصاد المؤسسات. لدي الجرأة لقول هذا لأنه بعد وفاته ، أرسلنا فريقا إلى تونس حيث قضى 20 شهرا بالمنطقة لمعرفة لماذا يقدم شخص ما على الانتحار بسبب مصادرة السلطات عربة محملة بالفواكه وميزانا مُستعملا، ونحن في خضم بحثنا، حددنا 63 حالة من الرجال والنساء الذين حذوا حذو البوعزيزي خلال الستين يوما التي أعقبت إحراقه لجسده، وقاموا هم أيضا بالاحتجاج وإحراق أنفسهم، في بلد تلو الآخر. وأشار أن القاسم المشترك بينه وبينهم هو أنهم كانوا جميعا أصحاب مشروعات تجارية تعرضوا لنزع الملكية أيضا. قمنا بتدوين قصصهم، ليس فقط لأننا أجرينا حوارات مع أسرهم وزملاءهم والسلطات فى بلادهم، بل أيضا لأن الفرصة أتيحت لنا لمقابلة العديد ممن نجوا والبالغ عددهم 37 شخصا .