دعت الجامعة العربية إلي تعزيز التعاون مع الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة من أجل بناء القدرات المدنية للدول وتعزيز استقرارها. جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الاجتماع ال11 للتعاون القطاعي بين جامعة الدول العربية والأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة حول التعاون في مجال بناء القدرات المدنية في مرحلة ما بعد النزاعات بمشاركة مسئولين من الجانبين لبحث آفاق التعاون المشترك. وأكدت الجامعة حرصها على تطوير التعاون المشترك مع الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة من أجل بناء القدرات المدنية للدول وتعزيز استقرارها خاصة في مرحلة ما بعد النزاعات، والعمل على مساندة دول الربيع العربي ومواصلة الجهود من أجل إنهاء المأساة التي تعيشها سوريا والتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي - فى كلمة له - إن الأوضاع في سوريا تزداد تفاقما لعدم وجود إرادة حقيقية لدى الأطراف الفاعلة في الأممالمتحدة وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لمساعدة السوريين على حقن الدماء ووضع حد للخروج من هذه الحالة المدمرة لمقومات الدولة السورية، وتمكين الشعب السوري من تحقيق مطالبه العادلة في التغيير والإصلاح وإعادة بناء قدرات وطنه وإقامة النظام الديمقراطي الذي يتطلع إليه. وأضاف بن حلي أن أحكام الفصل الثاني من ميثاق الأممالمتحدة الذي ينظم علاقة التعاون بين منظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية لم يعد وحده المرجعية لتنظيم التعاون بين الأممالمتحدة وتلك المنظمات خاصة بعد المستجدات والأوضاع المغايرة والأزمات الطاحنة التي تمر بها العديد من الدول والتي تحتم المزيد من التعاون وتوسيع آفاقه . واعتبر أن الاجتماع المشترك الذي جرى بين الجامعة ومجلس الأمن في نيويورك فى سبتمبر 2012 وتعيين مبعوث مشترك بين الجامعة العربية والأممالمتحدة خاص بسوريا وهو الأخضر الإبراهيمي كأول مبادرة لهما يشكل مرحلة جديدة في مسار التعاون بين المنظمتين، الأمر الذي يحتم مواصلة العمل على تطوير هذا التعاون والبناء عليه خاصة فيما يتصل بمواجهة النزاعات، مشددا على ضرورة حل القضية الفلسطينية التي تشكل مفتاح الأمن والسلم في المنطقة. وأوضح بن حلي أن المنطقة تشهد تحولات جذرية يقودها الشباب العربي المتطلع لدولة المؤسسات والحكم الرشيد وتكافؤ الفرص وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية صاحبها أعراض جانبية وإفرازات سلبية خلقت نوعا من القلق خاصة في دول ما يسمى بالربيع العربي جعلت المواطن يعيش حالة حيرة على مصير بلاده ومستقبل أبنائه وهو ما يتطلب التنسيق بين الجامعة والأممالمتحدة لبناء القدرات المدنية للدول في مرحلة ما بعد النزاعات والتي تشكل تحديا هائلا على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وأشار إلى أن الفشل في دعم أو بناء المؤسسات المدنية المنهارة والغائبة أو الهشة سيؤدي إلى انهيار السلم الأهلي والانحدار نحو الدولة الفاشلة إذا لم يتم مساعدتها. ولفت بن حلي إلى أن الجامعة العربية قررت التعاون مع الأممالمتحدة في هذا الموضوع في إطار رؤية شاملة وخططت للتحرك على 3 محاور متوازية ومتكاملة. وقال بن حلى إن أول المحاور هو تفعيل العلاقة مع الأممالمتحدة لتبادل الخبرات وتحديد الاحتياجات وخلق أطر تسمح بالتكامل في توفير الخدمات للدول في المنطقة والثاني هو التفاعل مع الحكومات في المنطقة لتحفيزها على بناء قدراتها وحصر احتياجاتها حتى يمكن لدول المنطقة أن يكون لها الدور الأول في منع اندلاع النزاعات مرة أخرى. وأضاف "المحور الثالث فيرتكز على السعي مع المجتمع المدني ومنظماته العاملة في مجالات الأمن والتنمية الإقليمية لتفعيل ودعم دورها في التحرك في مرحلة ما بعد انتهاء النزاع لمساعدة المجتمعات المحلية وتوفير الخدمات والوظائف ودعم مفاهيم سيادة القانون والعدالة الناجزة لمنع عودة النزاعات واستفحالها".