تستاء النساء من نظرة بعض الرجال الذين يتناسون أن المرأة ما هي إلا كائن رقيق يحتاج ليونة في التعامل وليس إهانة و إذلال. وتتعامل المرأة غالبا بعذوبة إلا أنها قد تتغير بحسب الموقف، فهي إن وجدت من يقدر كيانها و عقلها و حنانها كانت كالبحر الذي لا ينفذ أبدا، و إن كان العكس فتحولت إلي بركان ثائر لا يمكن إيقافه وتتعدد أساليب المرأة في التعامل مع الإساءة. تقول "غادة" أحب زوجي جدا وقد اخترته زوجا من بين 3 رجال آخرين، وفي بداية الزواج شعرت معه بسعادة رائعة إلا أنه مع الوقت تغير فمثلا عندما أغار من إحداهن و ألقي ببعض العبارات أمامها أجده يقول "كيدهن عظيم"، و إن تحدثنا مازحين وسألته هل يمكن أن تحب غيري يوما ما؟! فأجده يرد بأن الشرع يحلل له الزواج "مثنى وثلاث ورباع"...وهذا الأمر يجعلني أتضايق و أشعر بأني لا أريد التحدث معه. و تحكي "ولاء" هذه العبارات عندما تستخدم في المزاح فلا مشكلة في الأمر ولا داعي لتضخيم الأمور، أما إذا استخدمت أثناء الحديث الجدي بيننا فطبيعي أن تؤلم المشاعر إذا زادت عن الحد أو استخدمت أكثر من مرة. و تعلق "ريهام" إذا كان الرجال قوامون على النساء فهذا بما أنفقوا، وحاليا الاثنان ينفقان معا، و الزواج بأكثر من واحدة له شروطه و ليس زواج شهواني، و عن ناقصات العقل والدين فهي لظروف خلقها الله في المرأة، ولا يعني هذا أن ينعت الرجل المرأة و إنما عليه أن يحتويها ليظهر رجولته، فلماذا ينسى أن "خيركم خيركم لأهله"..."استوصوا بالنساء خيرا"، فلا أحد ينكر أن الرجل رجل والمرأة مرأة، الرجل رجل باحتوائه والمرأة بحنانها ولكن قليل من يفهم. و أوضحت "غيداء" أنه لا يجوز الخلط بين القرآن واللغو، وأن من يحب أن يستخدم القرآن في كلامه فعليه أن يعي معناه الصحيح أولا، و أن الكيد العظيم للنساء قد ورد في سورة يوسف في قوله تعالى "فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ"، والكيد بمعنى الصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي على النساء من أكثر الأخطاء شيوعا، لأن الكيد لا يقتصر على جنس بعينه، والنساء في سورة يوسف لا يقصد بهن نساء العالمين. و اختلفت "خديجة" قائلة فعلا نحن كيدنا عظيم، ولكن سحر الكلمة الطيبة و القدوة الحسنة نقطة ضعف نساء العالم، فآدم يمكنه أن يفعل ما يشاء وهو يعلم جيدا النتيجة التي سيراها أمامه.