حذر عدد من الخبراء من الخطورة الداهمة والآثار الكارثية التي تمثلها ظاهرة أطفال الشوارع علي أمن وسلامة المجتمع المصري. جاء ذلك في إطار البحث الذي قدمه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، اليوم الخميس 9 مايو ، بالتعاون مع المجلس القومي للسكان عن آراء المواطنين حول ظاهرة أطفال الشوارع بغرض معرفة رؤيتهم تجاهها، ومقترحاتهم للتصدي لها، تمهيدا للوقوف علي حلول عملية قد تساعد في القضاء عليها نهائيا . أكد مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، د. ياسر على ، أن علاج تلك المشكلة يجب أن ينبني علي دراسة ثلاثة أرقام تعتبر محاور التنمية في مصر وهي معدل البطالة 12%، ومعدل الفقر 25%، ونسبة الأمية 33%، وفي مصر يصل حجم الاقتصاد الموازي Shadow economy)) إلى أربعة أضعاف الاقتصاد القومي، لافتا إلي الاقتصاد الموازي يميل إلى استخدام العمالة الرخيصة، ويعتمد على توظيف أطفال الشوارع، وبالتالي أصبح أطفال الشوارع جزءا من الاقتصاد الموازي . وأشارت مدير مركز استطلاعات وبحوث الرأي العام ، سحر عمار إلى أن المركز اعتمد في استطلاعاته على وسيلتين أساسيتين هما المسوح الميدانية " المقابلات الشخصية, والمقابلات الهاتفية ، مشيرة إلي أنه بالنسبة لعينة هذا البحث فقد بلغ حجمها 1259 مفردة وقد بلغت نسبة الرفض فيها 16% من إجمالي العينة . كما أوضح مقرر المجلس القومي للسكان، د. عاطف الشيتاني ، أننا لا يمكن أن نحمل الحكومة وحدها مسئولية انتشار الظاهرة أو أن نلقي علي الدولة منفردة العبء في إيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة حيث إنها ظاهرة متغلغلة، ويتحمل المجتمع نصيب الأسد في علاج هذه الظاهرة ، لافتا إلي أنها لم تُرصد جيداً من خلال كاميرات التلفزيون ، ونحن نحاول أن نقضي تماماً عليها من خلال رؤية واضحة وعمل جماعي دون إلقاء المسئولية علي أحد أو التنصل منها . قالت مديرة وحدة التنمية والنوع بالمجلس القومي للأمومة والطفولة، د. سمية الألفي ، إن المجلس القومي للأمومة والطفولة أصدر "الإستراتيجية القومية لحماية وتأهيل وإدماج أطفال الشوارع"، وذلك بهدف رصد هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها، كما انه قام ببناء مراكز لإقامة أطفال وفتيات الشوارع، ولدينا مركز لمعالجة المعنفين في دار السلام، وأنشأنا الخط الساخن لنجدة الطفل ( 16000)، لافتة إلى أن حل مشكلة أطفال الشوارع لابد أن تتضافر من أجلها جهود كافة مؤسسات الدولة و أجهزتها المختلفة . واعتبر مستشار وزير الرياضة للتنمية البشرية ، محمد رفعت خطاب أن الرياضة تعتبر مكون جذب لهؤلاء الأطفال وخطوة حقيقة نحو دمجهم في المجتمع , لذلك فقد قدمت وزارة الرياضة مبادرة " أولاد بلدنا لتقويم أولاد الشوارع " وقد صدر قرار من رئيس الوزراء بدمج المكون الرياضي لتقويم أولاد الشوارع لزيادة معامل الارتباط بدور الرعاية والقضاء على ظاهرة الارتداد مرة أخرى إلي الشارع .