أكد الرئيس محمد مرسى أن التجربة البرازيلية تستحق المتابعة والاستفادة منها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك فى مجال التحول الديمقراطى . وأشار الرئيس مرسى ،خلال جلسة القمة المصرية البرازيلية التى عقدت الاربعاء 8 مايو فى قصر الرئاسة، إلى أن العلاقات بين مصر والبرازيل شهدت تقاربا ملحوظا فى النصف الثانى من القرن الماضى، كما تميزت بالتنسيق المنتظم بين البلدين فى شأن القضايا المهمة على المستوى الدولى ومنها قضايا السلم والامن الدوليين ونزع السلاح والتجارة الدولية والتنمية المستدامة ومكافحة الفقر . وأرجع الرئيس مرسى التقارب القائم فى مواقف مصر والبرازيل إزاء العديد من القضايا الدولية والسياسية والاقتصادية الى تقارب المبادئ التى تحكم السياسة الخارجية لكلا البلدين حيث يؤكد الجانبان على ضرورة نزع السلاح النووى والحق فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية ويعملان على إصلاح المؤسسات الاقتصادية الدولية ويدافعان عن مصالح الدول النامية بالاضافة الى دعمهما لحل النزاعات بالطرق السلمية ورفضهما المعايير المزودجة فى العلاقات الدولية . وأضاف إن كل هذا يفسر التقارب الكبير فى نمط التصويت لكل من مصر والبرازيل فى الاممالمتحدة وفى المنظمات الدولية المختلفة فضلا عن دعم البرازيل للقضية الفلسطينية ورحب الرئيس مرسى بمواقف البرازيل القوية المؤيدة لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة . وأكد أنه على ثقة في أن الجانب البرازيلى يتفق معه على ضرورة الوقوف الى جانب الشعب السورى فى تحقيق تطلعاته المشروعة نحو الديمقراطية وتضافر الجهود من أجل الوقف الفورى لأعمال العنف والقتل ضد هذا الشعب الشقيق والتوصل الى تسوية سياسية للأزمة فى سوريا تكفل وحدة أراضيها . وأشار الرئيس مرسى إلى أنه رغم التحديات التى تواجه مصر خلال المرحلة الانتقالية على المستويين السياسى والاقتصادى،إلا أن الاقتصاد الوطنى يمتلك من المقومات القوية التى تؤهله الى تحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات المقبلة . وشدد الرئيس على أن مصر تتطلع أيضا الى الانفتاح على العالم وتوثيق التعاون مع الاصدقاء والشركاء الدوليين وخاصة مع دولة البرازيل . وأستعرض الرئيس مرسى عدداً من المجالات التى رأها مهمة للمناقشة لتعميق وتوسيع التعاون بين البلدين على نحو يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة بينهما ،ففى مجال التجارة ،قال ان البرازيل تعد الشريك التجارى الاول لمصر فى امريكا اللاتينية كما أنها تمثل مدخلا للصادرات المصرية للمنطقة ،مشيرا الى ان مصر تسعى لزيادة التبادل التجارى مع البرازيل وهو ما يدفع الى التطلع لسرعة إستكمال تصديق دول تجمع الميركوسور على إتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع مصر حتى يمكن البدء فى تفعيلها . واكد الرئيس مرسى ان جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة يعد هدفا رئيسيا لمصر التى تبذل جهوداً كبيرة لتذليل العقبات امام تلك الاستثمارات مشيرا الى أن هناك أفاقا كبيرة للتعاون مع البرازيل مشددا على اهمية السعى لجذب الاستثمارات بشكل خاص فى قطاعات الصناعات البتروكيماوية والمستلزمات الطبية وتكرير قصب السكر وصناعات الغزل والنسيج والمنتجات الغذائية . وقال:إن التحديات التى تواجهنا على المستويين الاقتصادي والاجتماعى تزيد من تطلعنا لتعزيز العلاقات المصرية البرازيلية فهناك مجال واسع للإستفادة من تجربة البرازيل المتميزة فى مجال التنمية المستدامة والتى حققت التوازن بين إرتفاع معدلات النمو الاقتصادى وبين العدالة الاجتماعية . وشدد الرئيس على أهمية الاستفادة أيضا من التجربة البرازيلية الناجحة فى تعزيز المشاركة الاجتماعية فى المجالات المختلفة بالاضافة الى خبراتها المتميزة فى إعداد مؤشرات لقياس مستوى التنمية المستدامة ونشر الوعى البيئى وكذلك فى إنشاء برامج لمحاربة الفقر مثل برنامج الامن الغذائى وفى تقديم الخدمات الطبية فى القرى والمناطق النائية ..وكذا فى مجال إدارة الدعم من حيث أساليب التوزيع وإحكام الرقابة وتحديد الفئات ذات الاحتياج الفعلى للدعم وسبل التنسيق الحقيقية بين مختلف مؤسسات الدولة لتنفيذ البرامج الاجتماعية ،وفى مجال مكافحة التلوث خاصة فى المدن ومواجهة تغيير المناخ كأحد المقومات الاسياسية للتنمية المستدامة . وتحدث الرئيس عن التجربة البرازيلية المهمة فى إنتاج وإستخدام الوقود الحيوى من خلال إستغلال المخلفات الزراعية والعضوية والصلبة فى إنتاج الكحول كوقود من مخلفات قصب السكر وقش الارز وبحث إمكان تطبيقها فى مصر . واشار الى افاق التعاون مع البرازيل وخاصة فى مجال الاقتصاد الاخضر الذى يعتمد على موارد الطاقة النظيفة كانتاج الطاقة من الرياح بإعتبار أن الطاقة أحد اهم ركائز تحقيق النمو الاقتصادى بالاضافة الى تعزيز السياحة البيئية ،وكذا استخراج البترول من الطبقات العميقة " نفط الاعماق " فضلا عن دراسة التعاون فى مجال إقامة المشروعات البترولية عبر إتاحة الفرصة للشركات البرازيلية للإستثمار فى هذه القطاعات . وحرص الرئيس فى محادثاته مع رئيسة البرازيل على تأكيد أاهمية تعزيز التعاون مع مختلف التجمعات والدول البازغة ومنها تجمع البريكس الذى قال عنه ان مصر تتابع اعماله عن كثب.