أكد الرئيس محمد مرسي، خلال المحادثات مع رئيسة البرازيل ديلما روسيف، اليوم الأربعاء، على أهمية تطوير العلاقات بين مصر والبرازيل، خاصةً في ضوء التجربة البرازيلية الرائدة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك في مجال التحول الديمقراطي. وأشار الرئيس مرسي، إلى أن العلاقات بين مصر والبرازيل تتَمَيَّزَ بالتنسيقِ المُنتظم في شأن القضايا المُهمة على المُستوى الدولي، ومنها قضايا السِلم والأمن الدوليين ونزع السلاح، وإصلاح المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، والتجارةِ الدولية والتنميةِ المُستدامة ومُكافحةِ الفقر، فضلاً عن دعم القضية الفلسطينية. وقال مرسي: "أودُ أن أُسَجِلَ ترحيبَنا بمواقفِ البرازيلِ القويةِ المُؤيدةِ لحقِ الشعبِ الفلسطيني في إقامةِ دولتِهِ المُستقلة"، مضيفاً " إن تقارب مواقف مصر والبرازيل، إزاء العديدِ من القضايا الدولية السياسية والاقتصادية، ينبع من تقارب المبادئ التي تحكم السياسة الخارجية لكل من البلدين". وتابع الرئيس: " نجحت ثورة الخامس والعشرين من يناير في تحقيق أول أهدافها السياسية، بانتقال السلطة إلى رئيس مدني مُنتخب بإرادة المصريين، وفق انتخابات حرة ونزيهة شهد لها كل المتابعين محلياً ودولياً، ووضع دستور يُؤسس لدولة ديمقراطية حديثة"، كما أوضح أنه "على الرغم من التحديات التي تواجهنا خلال المرحلة الانتقالية، على المستويين الاقتصادي والسياسي، إلا أن الاقتصاد الوطني يمتلك من المقومات القوية التي تؤهله لتحقيق مُعدلات نمو مُرتفعة خلال السنوات المُقبلة". وأضاف الرئيس مرسي، قائلاً: "إذا ما كانت مصر تنهض اليوم بإرادة شعبها، فإنها تتطلع أيضا إلى الانفتاح على العالم، وإلى توثيق التعاون لاسيما مع الأصدقاء والشركاء الدوليين، خاصةً مع البرازيل"، مشيراً إلى أهمية الاستفادة أيضا من التجربة البرازيلية الناجحة في تعزيز المشاركة المجتمعية في المجالات المختلفة، بالإضافة إلى خبرتها المُتميزة في إعداد مؤشرات لقياس مستوى التنمية المستدامة ونشر الوعي البيئي". وأكد الرئيس مرسي، أننا " نحرص أيضا على الاستفادة من خبرة البرازيل في إنشاء برامج لمحاربة الفقر، مثل برنامج الأمن الغذائي، وفى تقديم الخدمات الطبية في القرى والمناطق النائية"، مشيرا إلى "أهمية الاستفادة من خبرة البرازيل في مجال إدارة الدعم، من حيث أساليب التوزيع وإحكام الرقابة، وتحديد الفئات ذات الاحتياج الفعلي للدعم، وسبل التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة لتنفيذ البرامج الاجتماعية". وأوضح الرئيس: "أهمية الوقوف على التجربة البرازيلية المُهمة في إنتاج واستخدام الوقود الحيوي، من خلال استغلال المخلفات الزراعية والعضوية والصلبة في إنتاج الكحول كوقود من مخلفات قصب السكر، وقش الأرز، وبحث إمكان تطبيقها في مصر"، وتابع مشيراً إلى "أهمية التعاون مع البرازيل في مجال الاقتصاد الأخضر، الذي يعتمد على موارد الطاقة النظيفة كإنتاج الطاقة من الرياح، باعتبار أن الطاقة أحد أهم ركائز تحقيق النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز السياحة البيئية". وقال مرسي: "تهتم مصر بالاستفادة من تجربة البرازيل في استخراج البترول من الطبقات العميقة، أو ما اصطلح على تسميته ب"نفط الأعماق، كما تهتم مصر أيضا بدراسة التعاون في مجال إقامة المشروعات البترولية، عبر إتاحة الفرصة للشركات البرازيلية للاستثمار في هذه القطاعات"، مضيفا إلى "أهمية الاستفادة من تجربة البرازيل الناجحة في مجال مكافحة التلوث، خاصةً في المدن، ومواجهة تغير المناخ، والتي نهتم بالاستفادة منها كأحد المقومات الأساسية للتنمية المستدامة". وأشار الرئيس مرسي أنه "في إطار حرص مصر على تعزيز التعاون مع مختلف التجمعات والدول البازغة، فإنها تتابع عن كثب أعمال تجمع "بريكس"، الذي يضم بالإضافة إلى البرازيل، كلا من الهند، روسيا، وجنوب إفريقيا، حيث تسعى مصر جاهدةً إلى اللحاق بالتجمع من خلال تحقيق نمو حقيقي في كافة المجالات". وأوضح الرئيس: "إن تواجد مصر كعضو داخل العديد من التجمعات والاتفاقات الاقتصادية الإقليمية، يتيح فرصة للجانب البرازيلي بدوره لبحث إمكان استفادته من علاقاته مع مصر، مشيراً إلى أن مجالات التعاون بين بلدينا واعدة ومتعددة، لكنها تحتاج إلى تعاون وعمل جاد لوضعها موضع التنفيذ، بما يُعمق التعاون والعلاقات المصرية البرازيلية، ويُؤسس لشراكة حقيقية"، قائلاً: "إنني على ثقة في توافر الإرادة لدى الجانبين للخروج ببرنامج عمل محدد، واتخاذ خطوات ملموسة لتفعيل تلك الإرادة، بما يُحقق مصالح شعبينا وبلدينا".