قال وزير التجارة والصناعة المهندس حاتم صالح، في بيان له الثلاثاء 7 مايو، إن هناك فرصاً واعدة للصادرات المصرية لدخول السوق البرازيلي. وأضاف صالح أن السوق البرازيلي سوف يشهد في الفترة القادمة صادرات مصرية خاصة في مجالات الأثاث والمنتجات الكيماوية ومواد البناء والأدوات المنزلية والملابس الجاهزة والمفروشات والغزل القطنية والصناعية والحاصلات البستانية والفواكه والخضروات والأعشاب والنباتات الطبية. وبدأ الرئيس د. محمد مرسي زيارة للبرازيل في إطار سعي بلاده لتطوير علاقاتها مع الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي الأعضاء في تجمع "بريكس" بعد زيارة الصين والهند وجنوب أفريقيا وروسيا. وأضاف الوزير "سنعمل علي تشجيع الشركات البرازيلية للعمل والاستثمار بأسواقنا". ويشير تقرير صادر عن وزارة الاستثمار، إلى أن إجمالي الاستثمارات البرازيلية في مصر خلال الفترة من بداية يناير 2000 وحتى نهاية نوفمبر 2012، بلغت 30.60 مليون دولار. وأوضح التقرير أن هذه الاستثمارات تضمنت 10 شركات برازيلية، منها شركة صناعية بإجمالي استثمارات 26.03 مليون دولار، وشركتان سياحية باستثمارات 0.71 مليون دولار، و5 شركات خدمية بإجمالي استثمارات 3.76 مليون دولار، بالإضافة إلي شركتين إنشائيتين باستثمارات 0.10 مليون دولار. وأشار صالح إلى معوقات تقف حائلاً لتنمية العلاقات الاقتصادية بين مصر والبرازيل، منها إحجام الشركات المصرية وتجمعات رجال الأعمال عن المشاركة في المعارض البرازيلية والتي تعتبر أهم أدوات الترويج بالبرازيل، بالإضافة إلى عدم وجود خط طيران مباشر يربط بين مصر والبرازيل وعدم إدراج السوق البرازيلي ضمن أولويات المصدر المصري والتركيز على أسواق أوروبا والولايات المتحدة والدول العربية. ولفت إلى أن هناك معوقات تواجه رجال الأعمال والمستثمرين المصريين في البرازيل ومنها ارتفاع الرسوم الجمركية بشكل كبير بالبرازيل، إضافة الى الرسوم الضريبية الأخرى بالإضافة إلى صعوبة وتعدد إجراءات تسجيل المنتجات الزراعية في وزارة الزراعة البرازيلية. ووفق بيانات حكومية، فإن حجم الصادرات المصرية للبرازيل خلال عام 2012 بلغ 251 مليون دولار بينما بلغت حجم الواردات المصرية 2 مليار و 711 مليون دولار وتتركز أهم الصادرات المصرية في مجالات الأسمدة والقطن والغزل والمطاط وإطارات السيارات والزجاج والمستلزمات والمعدات الطبية والملابس . من جانبه قال طارق البرقطاوي، وكيل أول وزارة البترول بمصر، أن زيارة مرسي للبرازيل اليوم، مهمة للغاية حيث ستوفر الغطاء السياسي لمخاطبة شركات البترول البرازيلية خاصة شركة بتروباس والتي تعد واحدة من اكبر 10 شركات بترول في العالم للقدوم لمصر وضخ استثمارات. وتمضي شركة بتروباس البرازيلية المملوكة من الدولة في تنفيذ خطة توسعها للسنوات الأربع المقبلة بميزانية 174 مليار دولار. وأشار البرقطاوي إلى أن الشركة البرازيلية مهتمة بسوق الشرق الأوسط وتقدمت لمزايدة التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط في لبنان ، فضلا عن تواجدها في بعض الدول الأفريقية مثل الجابون. وتابع: "ستطرح مصر مزايدات ومناقصات متعددة في البترول والغاز، وبالتالي من المهم جذب شركة كبيرة مثل بتروباس البرازيلية". وقال خبراء ومحللون اقتصاديون، إن مصر تسعي لإقناع دول بريكس بزيادة استثماراتها المباشرة عبر تقديم قروض توظف لإقامة مشاريع تحتاجها هذه الدول وشركاتها لتوسيع النشاط في مصر خلال الفترة المقبلة. وقال نائب رئيس الوزراء ووزير المالية الأسبق د. حازم الببلاوي، في اتصال هاتفي، إن دول بريكس تستهدف من خلال تقديم مساعدات فنية ومالية لمصر تعزيز استثماراتها المباشرة في مصر وهو أمر مقبول. وأضاف أن الجولات الرئاسية في دول بريكس لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية او الجماعية معها أمر ينطبق عليها سياسة فتح أبواب ونوافذ إضافية للاقتصاد المصري يمكن من خلالها الاستفادة من تجارب هذه الدول والتي تعد الأكثر نموا في العالم. وتمثل كلمة بريكس اختصار للحروف الأولي باللغة اللاتينية المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم. وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع في روسيا في يونيو -حزيران 2009 أعقبها الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية ،وانضمت جنوب أفريقيا للمجموعة عام 2010 فأصبحت تسمي بريكس بدلا من بريك. لكن نائب رئيس الوزراء السابق ووزير المالية الأسبق، شدد علي أن تعزيز التعاون مع هذه الدول لا يمكن أن يغني عن العلاقات التاريخية بين مصر والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي. وقال "ليس من مصلحتنا غلق منافذ تقليدية للاقتصاد المصري مقابل فتح أبواب جديدة ، فالمهم هو إحداث تكامل ينعكس ايجابيا علي الاستثمار المباشر ، وبالتالي يعزز من فرص النمو وفرص العمالة المتاحة. وقال استاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية د. إيهاب الدسوقي إن البرازيل تعد الأفضل في مجموعة بريكس ملائمة للوضع الحالي في مصر. وأوضح أن البرازيل استطاعت بفضل سياسات الرئيس السابق لولا دي سليفا في تخفيف عمليات التحول السياسي من خلال سياسات أقل ما توصف بأنها عاقلة، وتنطبق عليها معايير العدالة الاجتماعية. وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية المستشار، إيهاب فهمي، قد أكد أن الرئيس محمد مرسي، سيبحث خلال زيارته سبل الاستفادة من تجارب البرازيل الناجحة "خاصة أنها مرت بظروف اقتصادية واجتماعية مشابهة واستطاعت أن تصبح ضمن قائمة الاقتصاديات العشر الأكبر في العالم. وأضاف أن في مقدمة هذه المسائل تجربتها في مجالات مكافحة الفقر والقضاء علي العشوائيات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأيضا تجربتها المتميزة في مجال التحول الديمقراطي". وقال د. إيهاب الدسوقي انه رغم عدم وضوح ما اذا كانت مصر ستطلب قروضا من البرازيل علي غرار ما فعلته مع روسيا والصين والهند لتعزيز وضع الاحتياطي الاجنبي، لكن يمكن جذب الشركات البرازيلية المتميزة في مجال الانتاج الحيواني والداجني للعمل في مصر. وأضاف أن "أغلب واردات الدواجن المجمدة في مصر قادمة من البرازيل، كما أن للبرازيل خبرة واسعة باستخدام بإنتاج الوقود الحيوي من المخلفات الزراعية وهو ما نبحث عنه للحد من معدلات التلوث الناجمة عن حرق الفلاحين للمخلفات".