تختلف طريقة التفكير، والمواصفات الخاصة باختيار شريك الحياة، وأسلوب الزواج أيضا من زمن لآخر، وبلد وآخر، وحتى من شخص لآخر، ولكن هناك اختلافا ملموسا بين الزواج وفتي- فتاة الأحلام في عصر أجدادنا عن 2013. وسمعنا جميعا عن جدتنا التي تزوجت دون أن ترى عريسها، والجد الذي كانت تذهب والدته لتخطب له من ترتضيها هي، ومن التهذب ألا يرفض لوالدته طلبا، وتسير الحياة، دون تعقيد أو تزمتات تأزم الحياة. و قامت بوابة أخبار اليوم بعمل نقاش حول الزواج و فتى - فتاة الأحلام، وهل هناك اختلافات عن زمن الحب الجميل، أم أن لا فرق إلى الآن؟! قالت "مرام" 26 عاما، طبيعي قبل مقابلة شريك الحياة تتخيل الفتاة كل الصفات الجميلة في فتى الأحلام، لكن الواقع ان الاختيار غالبا يتوقف على رأي الأهل، وذلك لأن أهلي لن يوافقوا على أي شخص إلا بعد أن يتأكدوا من كونه الشخص المثالي، ولكن عن رغباتي الخاصة فأتمنى شريك حياتي حنين، يتمكن من احتوائي، يساعدني على النجاح، يشاركني كل أموره، وبالنسبة للمواصفات المادية فلا تعنيني في شيء. و علقت "دينا يحيى" 21 عاما، اعتقد أن موضوع التفكير في مواصفات فتى الأحلام أمر غير منطقي، فمن الممكن أن تحدد الفتاة الكثير من المواصفات ثم تصطدم بالواقع لتجد الأمر مختلف تماما، وتجد نفسها مغرمة بشخص مختلف، والخطوط العريضة لأي فتاة مثل الدين، الأخلاق، لا يختف عليها اثنان، ولا حتى من وقت لوقت، ولا توجد قواعد معينة لحب شخص أو كرهه، فمن الممكن إيجاد شخص يشبهني جدا ومع هذا لا أحبه والعكس، وهذا لا يمنع التفكير المنطقي، وعن المظهر الخارجي فهذا الأمر نسبي ويختلف من شخص لآخر، ولكن طبيعي أحب أن يكون شكله مقبول، ولا تعنيني الماديات بقدر ما يهمني كونه شخص طموح يتدرج في مستواه من أعلى إلى أعلى . و أجابت "منال" 23 عاما، الزواج أيام زمان مختلف جدا ، كان لا يوجد في الحياة أي تعقيد، كان ممكن ان يخطب الرجل من تعجبه ويتزوجها في أي مكان، ولم يكن للأثاث أو الملابس، أو كل الأشياء الأخرى أهمية، بمعنى أبسط كانت فكرتهم "الموجود يسد"، لكن حاليا أصبحت الأهالي مبالغة في الأمور، حيث تشترط مكان الشقة و ثمن الشبكة وما يتعلق بهذه الأمور.. وقالت فيما يتعلق بالأمور المادية لا يشترط سوى أن يكون له مرتب ثابت يمكنه من تكوين مستقبله، وبالنسبة للشكل على الأقل مقبول، وبالنسبة للمواصفات من أهمها أن يكون حنون، يحترمني ويتمكن من فهمي، بالإضافة إلى قدر من المشاركة بيننا، وأهم من كل هذا ألا يكون بخيلا سواء مع نفسه أو مع بيته. و شارك "ماجد" 28 عاما، بالقول في الوقت الراهن بدأ الأهل في التنازل عن بعض الأمور الخاصة بمسألة الزواج بسبب غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الزواج، فأصبح من يقدم على الزواج هم القادرون على التكاليف فقط، فحاليا أهل العروس يتبعون مثل "جوزك عاوزك عافية..وأهلك عاوزينك متهنية"، أما عن الزواج في زمن آبائنا وأجدادنا فكانت الحياة إلى حد ما مناسبة مقارنة بالظروف الاقتصادية. وأيده بعض الشيء "حسن" 25 عاما، الزواج في أيام والدي ووالدتي لم تكن هناك فرصة للاختيار، حيث كان الأهل يرغمون الفتاة أو الرجل على الزواج بمن يختاروه هم لهما، وكان أيضا في بلاد الصعيد زواج الأقارب هو الأساس، إلا أنه مع التطور وانتشار التعليم أصبح الأمر مختلفا، وأيضا المواصفات قد تغيرت فقد مرت فترة مثلا تشترط الفتاة أن يكون العريس لديه سيارة، وبالنظر لهذا الأمر حاليا فنجد أن هذه النظرة قد تلاشت تقريبا نظرا للظروف الاقتصادية الحالية. و أضاف "محمد" 30 عاما، كان الزواج متيسر جدا في الماضي، فالموظف كان يمتلك شقة في حي راق، ولديه عاملة في المنزل، ولديه أثاث فخم، أما الآن فتجد المدير لا يتمكن من امتلاك أي شيء، و بالنسبة لخطوة الزواج فكان فكر أغلب الرجال قديما هو أنه ليس بإمكانه أن يخطو خطوة دون مشاورة أهله وموافقتهم، أما الآن فالأمر بات مختلفا، وبالنسبة للمواصفات من الطبيعي أنها اختلفت مع التطور السريع الذي يحدث، وأبسط مثال أن الرجل قديما كان يري أن المرأة هي ست البيت، ولا يسمح لها بالخروج للعمل، أما حاليا فالرجل يسمح للمرأة بالعمل لسببين أولهما الظروف الاقتصادية، وثانيهما لتوسيع مداركها و اثبات نفسها. وأوضحت الآراء مدى الاختلاف بين الزواج أيام آبائنا عن الزواج حاليا، ربما يختلف التقدير من أهل عن غيرهم، إلا أن الجميع اتفق على أن الظروف الاقتصادية هي العامل الأساسي الذي يتوقف عليه كل شيء، أما بالنسبة للمواصفات فلم نجد من يبرز مواصفات سوبر فالكل متواضع في أمر الزواج.