"لم أمضِ يوما واحدا دون أن أحبكِ، ولا ليلة واحدة دون أن أعانق طيفكِ، وما شربت كوبا من الشاي دون أن ألعن العظمة، والطموح اللذان اضطراني إلى أن أكون بعيدا عنكِ، وعن روحكِ الوثّابة، التي أذاقتني عذوبة الحياة، إن اليوم الذي تقولين فيه أن حبكِ لي قد نقص، هو اليوم الذي يكون خاتمة حياتي".. هذه ليست قصيدة لنزار قباني، ولا حديث غزلي بين "قيس وليلي"، وإنما هذا من بعض ما كتب "نابليون بونابرت لزوجته الإمبراطورة جوزفين، الأنثى التي انهار أمامها كل قوى نابليون، وكشفت عنه الوجه الآخر الذي لم يكن هو نفسه يعرفه والذي نطرحه اليوم في ذكرى وفاته.. أوضحت رسائل الامبراطور نابليون بونابرت الغرامية لزوجته جوزفين، أنه لا يوجد شخص بلا قلب، مهما كانت عظمته، هيبته، مكانته، و إنما إكسير الحب الذي يلقى علينا ولا يدع لنا أي فرصة لمقاومته..هو المسئول، إنه الحب! عرف نابليون بالإمبراطور، والقائد العسكري، والذي حكم فرنسا سنوات عديدة، ووقف صامدا طوال مدة حكمه، وغزوه، حتى تم نفيه إلى جزيرة "القديسة هيلانة"، ونقله إلى عدة منازل ذات طبيعة جافة سيئة، ومحاولاته العديدة للهرب، والتي أدت إلى مرضه، وموته في 5 مايو 1821 عن عمر يناهز 52 بسبب السرطان. تزوج بونابرت وهو السادسة والعشرون من العمر، من الجميلة الفاتنة جوزفين، والتي اشتهرت بكثرة عشاقها، وكان مغرما بها، حتى أنه أرسل لها العديد من الرسائل الغرامية، أثناء حملاته العسكرية. اشتهر أيضا بعلاقاته الغرامية، حيث أنجب عددا كبيرا من الأبناء عشيقاته، وأشهرهن زوجة أحد ضباطه "پولين بيليسل فور"، والتي أطلق عليها لقب "كليوباترا" تشبيها لها بحاكمة مصر. وقد تعددت الأسباب حول سر طلاق بونابرت لزوجته جوزفين، فكان هناك ثلاثة آراء، وهي : _ عدم قدرتها على الإنجاب منه. _ خيانتها له مع أحد ضباطه. _ رغبته في الزواج من أخرى غيرها. والجدير بالذكر أنه أحب أولاده الغير شرعيين، واعترف بهم رسميا، واعطاهم اسمه، كما أصبح رمزا للدهاء العسكري، و الحكمة، والعبقرية. وتعددت الأمثال والأقوال المنقولة عنه، ومنها : "خذ الوقت الكافي للتدبير، لكن عندما يحين وقت العمل توقف عن التفكير ونفذ"،"كلمة مستحيل ليس لها وجود في قاموسي"، " الحكومة التي يحميها أجانب لن يقبلها أبدا شعب حر".