يدور حاليا الكثير من الحديث عن الشيعة وتطالعنا أصوات من هنا وهناك تهاجم بشراسة وتعتبرهم ألد أعداء الأمة الاسلامية في حين تدافع عنهم أصوات أخري.. ولكن السؤال هل يعرف هؤلاء وأولئك من هم الشيعة؟ هل يعرفون الدروز؟ هل يعرفون الأحمدية القديانية؟ هل يعرفون المرشدية؟ ..إلخ.. ونحن هنا نحاول إلقاء بعض الضوء على هذه الطوائف والفرق.. والقرامطة من الفرق المندثرة والتي تعتبر مارقة عن الدين.. خرجت من رحم الفكر الشيعي.. وتنسب الحركة الى حمدان بن الاشعث الذي يلقب بقرمط والتي تعني في اللغة قصير الساقين.. وقد قدم قرمط من الاهواز العربية الى الكوفة عام 278 ه واقام بها وتأثر أهل الكوفة بدعوته إلى الزهد والتقشف.. واعتمد بن الاشعث على القاعدة الشعبية والجماهيرية من الفقراء ومن أجناس وعقائد دينية مختلفة وقد اعتقدت الحركة بأن الامامة تصلح حتى لو كان الامام عبدا حبشيا. واعتمدت حركة القرامطة في اقتصداها على جباية الضرائب من جميع المزارعين واستخراج اللؤلؤ والمواد التي يتم تصديرها الى دول الجوار ومنها الدولة العباسية عدى تصدير الذهب فقد حرم ومنع تصديره وكذلك الرسوم على الحجيج ومغانم الحروب وتحولت الاراضي جميعها للدولة أي ملك عام حسب نظام خاص لزراعة الاراضي وعائدية الانتاج لجميع الأفراد.. ودعا صاحب الحركة الى اقامة الطواحين المجانية لرفع المتاعب عن كاهل المرأة لطحن البذور لشعب دولة القرامطة والغاء الملكية الخاصة. وقامت الحركة بسك النقود من مادة الرصاص لمنع تهريب المال والذهب خارج حدود الدولة.اما مبدأ التعويض الاجتماعي وهو من مباديء دولة القرامطة حيث كان عند احتراق محل او بيت لأحد الأفراد يبنى له محل او بيت جديد وتعوض خسارة الفرد وكذلك الفلاح والحرفي .. وكانت قرارات دولة القرامطة جماعية وليس للامام او صاحب الحركة دور في اتخاذ القرارات ورفض تجميع الاموال والحقوق له.. وقد شكل مجلسا سمي بمجلس العقدانيين المكون من ستة اشخاص لاصدار القرارات الوزارية والاتفاق وتطبيق مبدأ الشورى . اما الداعية الثاني للحركة فهو أبو سعيد الجنابي وكان اقوى شخصية لدولة القرامطة التي امتدت من البحرين حتى البصرة وعمان ودامت هذه الدولة قرابة خمسة عشر عاما من عام 286 ه حتى301 ه. وهاجم القرامطة مكةالمكرمة أيام الجنابي وسرقوا الحجر الأسود ونقلوه إلى البحرين إلى أن تمت إعادته ايام الخليفة المعتضد.. وكان للمرأة دور فعال في بناء الدولة والدعوة الى مساواتها مع الرجل والعمل في جميع المجالات واتخاذ القرارات السياسية الداعية الى تثبيت اركان الدولة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.. وقد فتحت دورات تعليمية لها كالكتابة والقراءة وكانت كتاتيبهم مختلطة من الاناث والذكور وتم سن قانون منع الزواج بأكثر من زوجة والغاء دفع المهر العالي للزوجة ولكن مهرارمزيا. وفي عام 459 ه نجح عبد الله بن علي عويني شيخ عشيرة مره في القضاء على دولة القرامطة في البحرين وأقام سلالة القونيين الموالية للفاطميين..