تمردت على حياة الريف.. تطلعاتها كانت أكبر من سنها دائما ما كانت تثقل كاهل أبيها الفلاح البسيط بكثرة مطالبها واحتياجاتها. قررت الهروب لتعيش حياة البندر التى دائما ما كانت تراود أحلامها.. تسللت وسط جنح الظلام الدامس واستقلت أول قطار واتخذت مقعدا بجوار النافذة وبنظرات يشوبها الرعب والخوف من أن يراها أى شخص من أهل القرية فطوال مدة السفر وهى تدارى وجهها بمنديل تضعه على فمها ليخفى معالم وجهها بينما رجل وأمرأة يرصدانها ويتابعها عن كثب. وما أن وصل القطار محطة الوصول أمسكت بملابسها المتواضعة وهرولت مسرعة وسط الزحام . انتبهت فجأة وتوقفت عن السير فهي لا تعرف أين تذهب وما أن اقتربا منها الرجل والمرأة وعرض عليها استضافتها لم تتردد واعتبرتهما طوق النجاة بالنسبة لها وبعد تقديمهما واجب الضيافة عرضا عليها العمل عند رجل مسن تقوم على خدمته مقابل مبلغ مالي كبير يتيح لها شراء كل ماتمنته ،فوافقت. وبالفعل توجهوا ثلاثتهم إلى منزل الرجل،الذي يبلغ من العمر (65 عاما) ،اعتقدت أنه أب حنون يحتاج إلى من يساعده، لكن الفجيعة بأنه ذئب بشرى ويتعامل مع القوادين اللذين أحضراها له مقابل مبلغ مالي. حاولت الهرب لكن دون جدوى تمكن منها واعتدى عليها واغتصبها وأصبحت أسيرته فلا ملجأ إلا بيته وأخذ في معاشرتها لفترة طويلة واستسلمت للأمر الواقع وأدمنت المخدرات وأصبحت فتاة ليل لها زبائنها. وفى أحد الأيام أمسكت هاتف العجوز المحمول لتخبر شقيقتها بأنها بحالة جيدة ولا ترغب في العودة أو معرفة مكانها توالت المكالمات على الهاتف من والدها الذي جن جنونه وانتابته الحسرة على ابنته التي يخشى عليها من الذئاب البشرية وهو لا يعلم. وفى أحد المكالمات التقط العجوز الهاتف واخبره بأن ابنته ضاعت وأصبحت فتاة ليل ومدمنة للمخدرات ارتعدت أطرافه ووقع مغشيا عليه والدموع كادت أن تتجمد فوق وجنتيه . وبعدة طرق توصلوا إلى منزل العجوز الذئب، ليخبرهم بهروبها من المنزل واقتادوه إلى قسم الشرطة وتم تحرير محضر واتهامه باختطاف ابنته. وأمام عباس محمود وكيل أول نيابة أوسيم روى الرجل قصته مع الفتاة وأبلغ عن القوادين اللذين يتعامل معهما. وأثناء التحقيقات، تجمع عدد كبير من الجيران تملؤهم فرحة عارمة بعد القبض على العجوز سليط اللسان وزير النساء حيث أنهم تحدثوا معه مرارا وتكرارا على اعتياده استضافة نساء عاهرات فكان ينهرهم ويسبهم مما جعلهم يتقون شره واتخذوا من المثل الشائع" اصبر على جار السو إما يموت يا إما تجيله مصيبه تخده". قرر بهاء محفوظ رئيس النيابة، الذي أشرف على التحقيقات وسكرتارية ماهر طه بحبس العجوز الذئب، أربعة أيام على ذمة التحقيقات وجددها قاضي المعارضات45 يوما وسرعة ضبط وإحضار القوادين والفتاة.