جلست الفتاة تتأمل يوم خطبتها وزفافها على من أحبه قلبها، بعد أن نسج حولها خيوطه وأمطرها بكلمات العشق الدافئ. غمرتها سعادة بالغة بعد أن قرر التقدم لخطبتها والزواج منها، سبقت ساقيها الريح ووصلت لمنزلها لتزف هذا الخبر لوالدتها، التى أوضحت لها عدم موافقة أبيها وأشقائها على هذه الزيجة حيث أن العريس سائق ميكروباص وسمعته سيئة ومدمن للمخدرات. انهارت الفتاة وضربت بكل ما سمعته من أمها بعرض الحائط واتخذت قرارها بالهرب من المنزل إلى أحضان الحبيب، احتواها بأسلوبه الناعم، وطلب منها أن يذهبا إلى والدته ليجدا مخرجاً لهذه الأزمة التي لحقت بهما. لم تكن تعرف ما يخبأه لها هذا الذئب البشري، وما أن دخلت المنزل إلا وفوجئت به يرغمها بالتوقيع على ورقة زواج عرفي حيث أنها لم تبلغ السن القانونى بعد. تسلل الخوف لقلبها، وبدأ في معاشرتها بشراسة ورغماً عنها، انتقاماً من والدها وأسرتها الذين رفضوا زواجه بها أو حتى خطبتها، ثم أمسك بالهاتف المحمول الخاص بها وأجرى مكالمة هاتفية لوالدها والذى كان قد تقدم بتحرير محضر يفيد باختفاء ابنته التى بلغت عامها الثامن عشر طلب العشيق من والد الفتاة 10000 جنيه كفدية لإرهابه، وفك قيد ابنته وأثارة الرعب بين الأسرة وبعد ذلك قام بتحطيم الهاتف. وفي أحد الأيام أخذ في بعثرة محتويات الشقة بحثاً عن جراب كان يضع فيه المطواة الخاصة به، وبسؤال الفتاة أكدت بأنها لم تراه، جن جنونه فقام بتقييدها بسلك التليفون وأخذ يطفئ السجائر بجسدها، ويلاحقها بالصدمات الكهربائية، التي كادت أن تودي بحياتها. وبصرخات مكتومة ودموع منهمرة، استسلمت الفتاة وكأنها تعاقب نفسها على الهروب من منزل أبيها للارتباط بهذا الوحش الكاسر الذى فقد عقله وقتل بداخلها كل المشاعر والأحاسيس. وأثناء قيامه بحفل التعذيب تدخلت أمه العجوز لانقاذ الفتاة من براثن ابنها الذي قضت المخدرات على أدميته وإنسانيته، فكان نصيبها علقة ساخنة وتهديدها وطالبها بعدم التدخل. انصرفت الأم، بعد أن تأكدت أن هذا الشخص ليس ابنها الذي حملته بين أحشائها، وفي أحد الأيام تمكنت الفتاة من الهرب، وهرولت بسرعة فائقة رغم الوهن وحالة الإعياء الشديدة التي تمر بها، وتصادف مرور سائق توك توك، اندفعت داخله وطالبته بأن يسير بسرعة لأن هناك من يحاول الاعتداء عليها. وصلت لمنزل أبيها، وارتمت في أحضان والدتها، واصطحب الأب ابنته وتوجه لقسم الشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة. وقررت النيابة، عرض الفتاة على الطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات، وسرعة ضبط وإحضار المتهم الذي تقدم بورقة زواجه العرفي منها موقعة بموافقة أبيها، قبل أن يفجر الطب الشرعي مفاجأة بأن والد الفتاة يجهل القراءة والكتابة ويقوم بالتوقيع ببصمة أصبعه. قرر وكيل النائب العام حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاض المعارضات 45 يوماً.