نشرت جريدة الحياة اللندنية السبت 13 إبريل، مقال الكاتب الفلسطيني جهاد الخازن والذي بدأه ب"أخيراً، عثرت على مؤشر عالمي يحتل فيه العرب مراكز "عُليا"". وأوضح أن هذا هو المؤشر الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والإنماء، التابعة للأمم المتحدة، الذي لا يتحدث عن الديمقراطية، أو متوسط دخل الفرد، أو طيلة العمر، وإنما عن السُمنة. وتابع، " العرب يحتلون أربعة مراكز بين العشرة الأولى لأكثر الشعوب سمنة، وهي تدرجاً من المركز الأول ساموا الأميركية، توكيلاو -لا تسألوني أين هي- ، تونغا، كرباتي، المملكة العربية السعودية، الولاياتالمتحدة، الإمارات العربية المتحدة، مصر، الكويت، نيوزلندا.، إذا ألغينا المراكز الأربعة الأولى وهي لجزر ومستعمرات، تصبح المراكز الخمسة الأولى للعرب، باستثناء الثالث الذي يحتله الأميركيون، يعني حتى السمنة ينافسوننا عليها." وأوضح الخازن، "كنت طلبت معلومات عن السمنة بعد أن وجدت بين أوراقي قصاصة صحافية تضم خبراً عنوانه، "السمنة تقتل أكثر من الجوع في زحف التقدم"، التفاصيل نشرتها مجلة "لانست" الطبية البريطانية قرب نهاية العام الماضي، وهي تعتمد على دراسة هائلة أجرتها مؤسسة بيل ومليسا غيتس عن الأمراض حتى سنة 2010 في 187 بلداً تضم حوالي 650 مليون إنسان." وأفاد الخازن في مقالة، أن البحث قادة لأرقام منظمة التعاون الاقتصادي والإنماء، وهي تشمل آخر أرقام السمنة حتى سنة 2012، ووجد أن الدول العشر الأقل سمنة تضم الصين واليابان واريتريا، وهذه الأخيرة ربما كان سبب غياب السمنة فيها الجوع لا الوعي الاجتماعي. وأشار ، "تقرير المنظمة التي تضم 34 دولة يرجح أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في العالم سنة 2020 سيعاني من السمنة، وأترك المستقبل لأهله، وأقول أن التقرير يُظهر أن 4 %من اليابانيين يعانون من السمنة، إلا أنها في بلداننا المتقدمة والولاياتالمتحدة تراوح بين ربع السكان وثلثهم." وأورد الكاتب الفلسطيني في مقالة دراسة الزوجين غيتس التي ذكّرتنه بأن السمنة سبب مصائب أخرى كثيرة مثل السكري وأمراض القلب والشرايين، ووجد تقريراً صادراً عن الإتحاد الدولي لمرض السكري يسجل نسبة الإصابة بهذا المرض في 223 دولة ومنطقة "عدد أعضاء الأممالمتحدة 193 دولة"، وأنه بين الدول العشر الأوائل في مرض السكري هناك خمس دول عربية وتحتل الإمارات المركز الأول والسعودية الثاني والبحرين الخامس وقطر السادس والكويت الثامن، وأقل الدول العربية إصابة بالسكري اليمن "214" والسودان "185". وقال الخازن، "لا أعرف من الطب سوى الفحص السنوي عند طبيب العائلة، ولكن أنقل بدقة، وراجعت أرقاماً رسمية أميركية عن تصلب الشرايين وفوجئت بأن اليمن التي كانت في أفضل وضع عربي بالنسبة إلى السمنة أصبحت في أعلى، أي أسوأ، مركز عربي في هذا المرض ومركزها الثاني عشر، وبعدها تدرجاً، وسأتجاوز الأرقام هذه المرة، الصومال والعراق وليبيا وتونس وقطر والجزائر والبحرين وعُمان والسعودية ومصر والمغرب وسورية ولبنان والأردن والإمارات ، وهنا مرة أخرى أنقل بدقة من دون أن أزعم أنني أعرف الأسباب، فالإمارات التي كانت متقدمة في السمنة والسكري سجلت أفضل موقع عربي في أمراض تصلب الشرايين، فقد كانت الأقل إصابة عربياً." واختتم قائلا ،"توقفت بعد ما سبق عن البحث، مع أنني كنت أريد أن أعرف المواقع العربية من أمراض مثل النوبة القلبية والجلطة الدماغية، إلا أنني قررت أنني لا أستطيع أن أفصل هذين المرضين عن السياسة العربية هذه الأيام، فالربيع العربي المزعوم «يجيب العصبي»، وهو حتماً يوجع القلب والدماغ لمَنْ عنده قلب أو دماغ، فلا أقول سوى أن حكوماتنا الرشيدة يجب أن توفر للمواطن وعياً صحياً أكبر لأن الأمراض القاتلة عبء على كل دولة."