ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الأردن تواجه تصاعدا في حده التوترات مع جارتها سوريا، في ظل وجود مؤشرات على أنها تضطلع حاليا بدور أكثر فعالية في دعم المقاتلين السوريين الذين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وأشارت الصحيفة البريطانية - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني السبت 6 أبريل - إلى أن السلطات الأردنية شددت إجراءات مراقبة حدودها مع سوريا الخميس الماضي عقب تحذير وسائل إعلام سورية رسمية من أن الأردن "تلعب بالنار" وتقف على حافة البركان بدعمها المعارضة. ونقلت الصحيفة عن تقارير وردت في الأسابيع الأخيرة تفيد بأنه تم نقل شحنات أسلحة من الأردن إلى معارضي الأسد الذين حققوا بعض المكاسب حول درعا، المدينة السورية القريبة من الحدود الأردنية، ويقول معارضون سوريون "إن الوضع العسكري في سوريا يعكس تزايد الإمدادات العسكرية والتدريب إلى المسلحين السوريين". ورأت الصحيفة أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأردن بصفتها دولة عربية – خلال جولته في الشرق الأوسط الشهر الماضي - ومباحثاته مع الملك عبدالله الثانى بشأن ملف الأزمة السورية إنما يدل على أن الأخير يتعرض إلى ضغوط متصاعدة ليقدم المزيد من الدعم إلى المحاولات التي تقودها دول الخليج لإزاحة الأسد عن السلطة. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسيين قولهم "وقد ناقش الطرفان خطط إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا وكذلك تسريع وتيرة تدريب المعارضة السورية من قبل الولاياتالمتحدة والأردن".. وتشير التقارير إلى أن القوات الخاصة البريطانية والفرنسية تشارك في تدريب المقاتلين السوريين وتقديم المشورة لهم، إضافة إلى تقديم الدعم اللوجيستى والاستخباراتى لهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه في انعكاس واضح إلى التوتر المتصاعد بشأن الموضوع بالنسبة إلى السلطات الأردنية، أكد متحدث حكومي أردني على أن "الأردن ليس جزءا من النزاع في سوريا"، مؤكدا على ضرورة إيجاد "حل سلمى" للمشكلة. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد نقلت عن مسئولين أمنيين أردنيين قولهم "إن خطة لتدريب نحو 3 آلاف من ضباط الجيش الحر قدمت إلى نهاية شهر أبريل الحالي بدلا من التاريخ الأصلي الذي كان مقررا في نهاية يونيو المقبل وذلك على ضوء الانتصارات التي حققها المقاتلون في المناطق الحدودية". ونسبت الصحيفة إلى شخصية سورية معارضة قولها "إن الأردنيين سعداء بتقديم الدعم لكنهم لا يريدون أن يكونوا في الواجهة"، مشيرا إلى أنهم لطالما كانوا خائفين من مخابرات الأسد التي قد تنتقم من الأردن وتلحق الضرر به، إلا أن الأسد الآن أصبح ضعيفا وبالتالي يشعرون بجرأة حتى يضطلعوا بدور أكبر. ولفتت الصحيفة إلى أن مسئولين أردنيين سبق وحذروا مرارا من خطورة تفاقم الأزمة السورية، مع تصاعد حده القلق بشأن تدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود ومخاطر اندساس عناصر متطرفة معهم. وقال مصدر أردني مسئول "إن الأردن لا يمكن أن يبقى متفرجا على ما يحدث ويرى تنظيم القاعدة والمتشددين الآخرين وهم يستولون على الحدود مع سوريا"، مؤكدا على ضرورة اتخاذ خطوات استباقية لإحداث توازن في شأن البنية الأمنية على الحدود.