أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلاً عن مسئولين أمريكيين وأردنيين بأن الولاياتالمتحدة والأردن صعدتا تدريب قوات المعارضة السورية، لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود الجنوبية لسوريا. ونوهت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني الأربعاء 3 إبريل - بالتدريب بدء في العام الماضي ليتم توسيع نطاقه وتسريع وتيرته مع تقدم الثوار في الجنوب وسيطرتهم على جزء من الحدود الأردنية/السورية بالقرب من مرتفعات الجولان ، وموقعين عسكريين والمعبر الحدودي الرئيسي للبلاد مع الأردن. ونقلت عن مسئولي أمن أردنيين قولهم "إنه كان من المقرر استكمال تدريب نحو 3 آلاف عنصراً من أفراد الجيش السوري الحر بحلول نهاية يونيو المقبل، إلا أنه تم تقديم الموعد إلى نهاية أبريل الجاري على ضوء الانتصارات على الحدود". وتهدف إقامة منطقة عازلة إلى تحويل المناطق التي يسيطر عليها الثوار إلى ملجأ دائم لآلاف المنشقين والنازحين يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إليهم. ويذكر أن أكثر من 470 ألف لاجئ سوري قد دخلوا إلى الأردن، ويتوقع مسئولو الأممالمتحدة أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أرسلت نحو 150 عسكريا أمريكيا إلى الأردن في العام الماضي، ولكنها طالما رفضت التعليق على تقارير تحدثت عن قيام هذه العناصر بتدريب مسلحين سوريين. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين أمريكيين وأردنيين تحذيرهم من أن إقامة هذه المناطق لم يدخل حيز التنفيذ بعد، وأبرزوا عددا من العوائق التي تحول دون ذلك ، من بينها رفض الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها الدوليين تأمين غطاء جوي بهدف منع القوات الجوية السورية ، من مهاجمة مواقع للجيش الحر. وأشارت إلى أن من بين الخيارات المتاحة، أن يحاول أفراد الجيش الحر إقامة منطقة عازلة في مايو المقبل في الصحراء الجنوبية الشرقية على الحدود مع العراق والأردن، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة ولم تشهد معارك كثيرة خلال النزاع. وأضافت "عقب شهرين من ذلك ، قد يتقدم أفراد الجيش الحر باتجاه الغرب إلى جانب مدينة (درعا) ،والتي تعد نقطة اندلاع العنف وموطنا لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. وأردفت الصحيفة تقول "إن الأردنيين يفضلون إقامة مناطق عازلة والتي من شأنها أن تتحول في نهاية المطاف إلى مناطق تخضع للرقابة الدولية أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حتى لا تصبح ملاذا للجماعات الجهادية كتنظيم القاعدة، كما يدعم عدد من المسئولين الإسرائيليين إقامة هذه المناطق أيضا. وبالرغم من أن الجيش السوري الحر أكد استعداده لإدارة المناطق المحررة في سوريا والسيطرة عليها، نقلت الصحيفة عن جنرال أردني قوله "إنه من الأفضل أن تخضع هذه المناطق لسيطرة قوات الأممالمتحدة بدلا من الجيش السوري الحر، وذلك لأسباب أمنية".