رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن تصرفات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تكون السبب في أن العراق في طريقه إلى التفكك. ولفتت الصحيفة الأمريكية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إلى أن تصرفات المالكي، مثل استهدافه وزير المالية السابق والقيادي السني البارز رافع العيساوي ، واتهام نائب رئيس العراقي السني الآخر طارق الهاشمي بارتكاب أعمال إرهابية، قد تكون الشرارة التي تشعل نار حرب أهلية في البلاد وتمثل آخر مسمار في نعش العراق الموحد، في الوقت الذي تقف فيه الولاياتالمتحدة موقف المتفرج ولا تفعل شيئا للحيلولة دون ذلك. ورأت الصحيفة أن إجراءت المالكي التي جاءت عقب مكالمة تليفونية مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وأصابت واشنطن بالدهشة قد أشعلت بصورة كبيرة حدة التوترات في المناطق السنية في العراق، كالاحتجاجات التي شهدتها العديد من المحافظات السنية التي تسعى لمحاكاة الربيع العربي، والتي تعد أحد الأسباب لاستهداف العيساوي من قبل المالكي، حيث أراد احتواء حركة الاحتجاجات قبل انتشارها في باقي أرجاء العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك توترا شديدا أيضا تشهده العلاقات بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق مما جعل التعاون بينهما صعبا إن لم يكن مستحيلا ، لافتة إلى أن هذا التوتر يعود سببه في ظاهره إلى استياء الحكومة المركزية من محاولات الأكراد لعقد صفقات مستقلة مع شركات النفط الأجنبية. وقالت الصحيفة: "إلا أن تطورات الصراع السوري يبدو أنها السبب الحقيقي، حيث يخشى المالكي من تدفق موجة من المقاتلين السنيين عبر الحدود مما قد يؤدى إلى إشعال نيران الحرب الأهلية في العراق مرة ثانية".