أنا شابة ريفية عمري 23 عاما.. جميلة عفية ومتزوجة ولدي 3 أطفال صغار وحياتي مزدحمة ومليئة بالأحداث والناس.. وقد تسأل سيدي أين المشكلة؟ حسنا سأخبرك أين توجد .. إن مشكلتي وعقدتي هي أنني غير متعلمة وقد قامت صديقتي الطبيبة مريم بارسال هذا البريد الاليكتروني اليك نيابة عني.. نعم خرجت من المرحلة الاعدادية رافضة إكمال تعليمي رغم احتجاج أبي وأمي الفلاحين.. لقد قررت إعداد نفسي لأكون ربة بيت.. كنت أعلم أن وضع الفتاة المتعلمة والتي تعمل أكثر تميزا في قريتنا.. ولكن أن أعلم شئ وأن أعيش ما أعلمه شئ آخر تماما.. فأنا أعيش مع أهل زوجي في بيت العائلة وأستيقظ في السادسة صباحا لاخدم والدي زوجي واخوته وأسرهم هكذا صار مصيري في حين أن صديقة طفولتي مريم التي بعثت إليك بهذا الايميل وضعها مختلف تماما.. إنها تعيش في شقة منفصلة لأنها متعلمة ولأنها تعمل فان أهل زوجها هم الذين يخدمونها.. سيدي إنني أكتب إليك كي تتعظ جميع البنات الريفيات من قصتي ولا يتركن التعليم أبدا حتى لا يتحولن إلى إماء أو رقيق أبيض.. عزيزتي.. أتفق معك في ضرورة التمسك بالتعليم وعدم الخروج من منظومته فانه ليس الأمل لبنات الريف فقط في تغيير واقعهن بل إنه آمل الوطن بأكمله للانتقال من صفوف العالم الثالث إلى مصاف الدول الغنية المتقدمة.. لا يوجد حل آخر سوى التعليم..وأختلف معك في نظرتك الساخطة لربة المنزل في الريف فهي ليست عبدة كما تصورين وإلا كان الفلاح هو الآخر عبدا لأنه يعمل في الحقل طوال اليوم .. والحقيقة ان من تخدم أهلها وأهل زوجها وهم أهلها أيضا ليست أمة .. كما أن من يعمل في حقل والديه واخوته أو أهل زوجته ليس عبدا ..فهذه هي قيمنا وأخلاق القرية.. وفقك الله إلى ما فيه الخير لمراسلة الباب [email protected]