يوافق الجمعة 22 مارس، ذكرى اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد الشيخ أحمد ياسين، والذي أرعب الاحتلال الإسرائيلي طوال عدة سنوات من فوق كرسيه المتحرك. ولم يكن الشيخ أحمد ياسين مجرد زعيم سياسي يتحمل بشجاعة مع شعبه مسؤولية مقاومة الاحتلال لتحرير فلسطين، ولكنه كان أيضاً زعيماً إسلامياً يحظى بتقدير واحترام مئات الملايين من المسلمين الذين يتابعون كيف يتواصل احتلال الأرض المقدسة ويتواصل انتهاك حرماتها ومقدساتها وتتواصل الحرب على مساجدها وكنائسها، لهذا فهو ليس شهيد الفلسطينيين وحدهم ولكنه شهيد العرب وفي فجر 22 مارس، أطلقت طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة صواريخ فوق رأس الشيخ أحمد ياسين، بعد أدائه فريضة صلاة الفجر بأحد مساجد غزة، الصواريخ الثلاثة أصابت أهدافها فأهدت للشيخ أعظم هدية يتمناها كل مسلم صادق وهي الشهادة في سبيل الله. اختار رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها آرييل شارون ذكرى مرور 25 عاماً على توقيع أول اتفاق سلام إسرائيلي مع أكبر دولة عربية ليرتكب في هذا التوقيت جريمته في رسالة أن ما تريده تل أبيب يجب أن ينحني له العرب بعد أن رضوا بمنطق الهوان والاستسلام لرغباته المدمرة بدعم وتأييد كامل من إدارة أميركية لا تقل عنه تطرفاً. وعقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين جنّد أرييل شارون رجال الحكومة والمعارضة للدفاع عن موقفه المطالب بضرورة تصفية كل زعماء "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وأدان العالم كله هذه العملية الإرهابية باستثناء الكيان الإسرائيلي الذي نفذها، وباستثناء واشنطن التي أفرحتها بالطبع عملية اغتيال في حجم وشجاعة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وكان أقصى ما صدر عن واشنطن زعم أنها فوجئت بالعملية، وأقصى ما صدر عن لندن أنها عمل غير مقبول وأنها تمثل تراجعاً في الشرق الأوسط.