دعت صحيفة "الخليج" الإماراتية جميع اليمنيين لجعل عنوان " التصالح والتسامح " فرصة لإعادة ترميم الجروح التي تسببت بها السياسات التي اتبعت بعد قيام دولة الوحدة وبعد الحرب الأهلية عام 1994. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفرصة ستعيد بناء العلاقات بين اليمنيين على أسس جديدة ترسي قواعد لنظام جديد يكون قادرا على مواجهة التحديات التي واجهت وتواجه البلاد منذ عقود من الزمن. وتحت عنوان "تصالح اليمنيين وتسامحهم" قالت الصحيفة إن الفعالية التي نظمها الحراك الجنوبي السلمي في مدينة عدن أول أمس الذي صادف الثالث عشر من شهر يناير خطوة لافتة خاصة أنها جاءت تحت عنوان " التصالح والتسامح " وجاءت لتكريس حقيقة لطالما غابت عن اليمنيين طوال صراعاتهم الماضية والتي أنتجت كوارث ومآس لم تتعظ الأنظمة المتعاقبة في الشمال والجنوب قبل الوحدة ونظام ما بعد الوحدة منها بل إن الكارثة تكررت في الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد عام 1994 وآثارها في النسيج الاجتماعي الموحد الذي جلبته الوحدة. وطالبت الجميع في اليمن بإدراك أن الأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة التي أعقبت الحرب الأهلية يجب ألا تتكرر مرة ثانية وعلى القوى السياسية كافة إعادة النظر في كل ما تقوم به من نشاطات سياسية بهدف مساعدة الرئيس عبدربه منصور هادي في تجاوز اليمن عنق الزجاجة بعيدا عما يتربص به من كوارث ومشاريع تفتيت تحاول أطراف عدة تغذيتها إذ في غياب الوحدة يصير اليمن بلدا غير الذي يعرفه الجميع ..داعية الجميع لاستيعاب أن الحل لن يكون إلا في نظام يتعايش فيه الجميع نظام يتخلص من فكرة "الشمولية" ويرتكز على دولة تكون قادرة على استيعاب اليمنيين كافة وأن الوقت قد حان ليجلس الجميع إلى طاولة حوار لمناقشة مستقبل اليمن . ورأت أن ثمة فرصة لليمنيين كافة لإعادة النظر في مفهوم " التصالح والتسامح " بحيث لا يقتصر التصالح والتسامح على فئة دون غيرها بل يشمل الوطن اليمني بأكمله الذي صار بأمس الحاجة إلى مثل هذه الفضيلة ولكن بصدق لا من أجل تمرير مشاريع سياسية يعود الجميع بعدها إلى ممارسة هواياتهم في استمرار الصراع والاقتتال اللذين يهددان بتمزيق اليمن. وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن تكريس مبدأ "التصالح والتسامح" يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة من مراحل بناء الدولة اليمنية الجديدة وهي دولة يحتاج إليها اليمنيون أكثر من أي وقت مضى ليتجاوزوا من خلالها الإخفاقات التي مروا بها وأن تبقى الوحدة سقفا للجميع.