دعا سياسيون وخبراء الدول العربية المؤثرة في الساحة السياسية إلى الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القوة على غرار ما حدث في ليبيا. وانتقد السياسيون والخبراء، في ندوة نظمتها صحيفة "العرب اليوم"الأردنية وبثتها على موقعها الالكتروني الاثنين 14 يناير، تجاهل بشار الأسد ونظامه حقيقة ما يجرى على أرض الواقع في سوريا من سفك للدماء وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ودخول البلاد في أتون الحرب الأهلية وعدم الاستجابة لأية مبادرات عربية أو دولية لتسوية الأزمة السورية. بدوره، قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أن الأسد يستخدم كل وحشيته اللا إنسانية في إبادة شعبه الأعزل، داعيا وزراء الخارجية العرب إلى تفعيل قوتهم كما فعلوا في ليبيا واستخدامها في إنقاذ الشعب السوري. وتابع قائلا "إننا أصبحنا نشك في أن هناك مؤامرة على الشعب السوري في إبقاء النظام السوري قائما". من جانبه ، قال الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني د.نصير الحمود إن الأسد لا يزال متجاهلا حقيقة ما يجري على أرض الواقع في سوريا من سفك للدماء وقتل الأطفال والنساء والشيوخ حتى أولئك الذين يصطفون منذ ساعات الصباح المبكر أمام أبواب الأفران للحصول على الحد الأدنى من متطلبات معيشتهم. وتساءل الحمود أية مبادرة هذه التي يريد إدارتها عبر نظامه الراهن وحكومته الحالية وعدم اعترافه بحقيقة المطالب المشروعة للمواطنين وتجاهله التيارات المعارضة له ولأبيه حافظ الأسد من قبل واللذان رسخا لنظام قمعي لا يعترف بالآخر ويعتبر سوريا ملكية خاصة لعائلة الأسد التي تجر البلاد نحو التقسيم واللعب على الوتر الطائفي وقبل ذلك غياب مظاهر التنمية الحقيقية في سوريا؟. ورأى الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني د.نصير الحمود أن بشار الأسد كان من المفترض أن يطرح مبادرة فى اليوم التالي من المظاهرة السلمية التي خرجت في مدينة "درعا" جنوب سوريا تنشد الإصلاح إلا أنها قوبلت بالمدرعات والصواريخ والتصفيات والاعتداءات حتى أجبر الأسد أبناء الشعب السوري على حمل السلاح وهو راغب عنه لكنه لم يجد حلا سوى القيام بذلك لحماية الأهل والمال وما تبقى من البلاد. واعتبر الحمود أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يأت بأية مبادرة وإنما هي مجرد كلام يرمي من خلاله لاستثمار الوقت وإقناع المجتمع الدولي بأنه منفتح على مختلف الآراء وهو ليس كذلك. بدوره، قال رئيس الجمعية النفسية العراقية البرفيسور د.قاسم صالح" إن كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية مأزومة، حيث أن الرئيس السوري بشار الأسد تتحكم به سيكولوجيا الحاكم العربي الذي يصعب عليه التخلي عن السلطة، والثوار مأزومون بسيكولوجيا الانتقام، والقوى الكبرى مأزومة بسيكولوجيا الغطرسة والسوريون العاديون مأزومون بسيكولوجيا اليأس"على حد وصفه". ورأى صالح أن الجميع بعيدون عن مبدأ التفاوض الذي يقوم على سيكولوجيا الاستعداد النفسي للتنازلات المتبادلة وبدونه ستبقى المحنة قائمة وقد تنتهي بكارثة ليس في سوريا فقط ولكن في المنطقة بأسرها.