بعد أن طرح بشار الأسد مبادرته التي رفضتها قوى المعارضة ورفضتها الشعوب العربية، لكونها غير عادلة، وتسوي بين الرئيس الذي يقتل شعبه، والمواطن الذي يدافع عن نفسه، بل الأنكى من ذلك أن ذلك الأسد (المفترس لرعيته) وصف شعبه أهل سوريا المجاهدين بالإرهابيين، وطالب الدول التي تقف بجانبهم أن تكف عن تمويلهم وتسليحهم كخطوة أولى، يليها وقف القتال وعودة السوريين اللاجئين ثم عقد حوار وطني. أيها الأسد المفترس لشعبه، الآن وقد قتلت ودمرت وأحرقت وشردت!! الآن بعد أن استخدمت في قتل مواطنيك كل وسائل القتل من رشاشات ومدافع وقنابل ودبابات وطائرات وصواريخ ووصل الأمر إلى استخدام الأسلحة الكيماوية!! الآن بعد أن قتلت من شعبك قرابة ال60 ألف مواطن ولم تفرق بين شاب وشيخ ورجل وامرأة وطفل وعجوز، فكانت طائرتك ودبابتك تحصد الناس حصداً دون هوادة وبلا رحمة ولا شفقة، لقد فقت إسرائيل في القتل والدمار، إن الحرب الضروس التي قامت بها إسرائيل على غزة عام 2008 واستخدمت فيها إسرائيل كل أنواع الأسلحة حتى تلك المحرمة دولياً لم تقتل سوى 3 آلاف فلسطيني، رغم أن هؤلاء يهود، ومحتلين، أما أنت فقد فقت اليهود في القتل والفتك والتدمير فقتلت من شعبك 20 ضعف ما قتلته إسرائيل من الفلسطينيين، وجرحت أكثر من 100 ألف مواطن أصبحوا عاجزين ما بين مبتورة قدماه أو مقطوعة يداه أو فاقداً عيناه، وشردت أكثر من 500 ألف مواطن أصبحوا الآن لاجئين في الدول المجاورة، لا أرض، لا بيت، لا مدرسة، لا عمل، لا شيء، إلا مساعدات بسيطة من إخوانهم في الشعوب العربية. الآن أيها الأسد المفترس لشعبه!! الآن بعد أن صبر المجاهدون السوريون في مقاومتك، وبعد أن صمدوا في وجه دبابتك وطائرتك، بعد أن انتصروا على عصاباتك في معارك عديدة، بعد أن ارتقى منهم الشهداء يشكون إلى الله ظلمك وعدوانك، بعد أن سالت منهم الدماء برصاصك ونيرانك، بعد أن اقترب جيشهم الحر من أسوار قصرك، بعد أن وصلت إليك صيحاتهم مدوية "الله أكبر"، بعد أن سمعت وقع أقدامهم تريد أن تطأ عنقك الطويل!! الآن بعد أن أدركك الغرق تريد طوق النجاة ؟؟ ما مثلك إلا مثل فرعون حين أدركه الغرق قال "آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَت? بِهِ بَنُو إسرائيل وَأَنَا? مِنَ المسلمين" فقال له الله "آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" قد فات الأوان يا ذا العنق الطويل، ولم يبق من أيام حكمك إلا القليل، قد كان لك آية في شبيهك القذافي، ولكنك لم تعتبر، ولم تتعظ، وهكذا دأب الجبابرة دائماً، فالجبابرة لا يتعظون، وعن ظلمهم لا يرعون، وعن طغيانهم لا يتوقفون، وعن غيهم لا يرجعون، ختم الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، هكذا حالهم، ونهاية القذافي مآلهم، وسبحان الله رب العرش العظيم.