كشفت تحقيقات النيابة في حادث ذبح فني المعمل وناظر مدرسة الوحدة المجمعة بمدينة الزينية التابعة لمحافظة الأقصر عن وقائع مثيرة. وتبين أن الطفل الذي تم بسببه ارتكاب المذبحة مصاب بتأخر ذهني، وأنه سبق أن تقدم والده بتحرير شكوى أمام النيابة بعد اكتشافه حاله التعدي الجنسي على ابنه، وذلك بعد عرضه على أحد الأطباء الذي أكد وقوع اعتداء جنسي صارخ على الطفل، وأن هذا السبب هو الدافع الرئيسي لارتكاب الجريمة. وتم العثور بصورة من تلك الشكوى بيد ناظر المدرسة والتي تفيد بتعرض ابن المتهم الأول لواقعة التعدي الجنسي من فني المعمل. ومن ناحية أخرى تواصل مباحث الأقصر جهودها لضبط الجناة تنفيذا لقرار نيابة مركز الأقصر، حيث يباشر التحقيق مدير النيابة أحمد الشنواني ووكيل أول النيابة أحمد اليمني، بإشراف المحامى العام لنيابات الأقصر المستشار محمد فهمي عبد الله. وكان مدير أمن الأقصر اللواء أحمد ضيف صقر، قد تلقى بلاغا بالعثور على "رمضان.ع.أ" مدير مدرسة الوحدة الابتدائية بالزينية و"إبراهيم.م.أ" فني معامل بالمدرسة، مذبوحين داخل معمل الحاسب الآلي بالمدرسة، وبجوارهما سكينا بها أثر دماء، وقيام مرتكبي الحادث بالتمثيل بجثة أمين المعامل وقطع عضوه الذكري. وكشفت التحريات الأولية لفريق البحث الذي قاده مدير المباحث العميد رفعت خضر، أن مرتكبي الحادث هما "محمد.ع.أ" 43 سنة وشقيقه "عز" قائد بالون طائر 50 سنة، وأنهما قاما بارتكاب الحادث انتقاما لتعرض نجل الأول ويدعى "زين" 6 سنوات، التلميذ بالصف لأول الابتدائي بالمدرسة، للتحرش الجنسي من قبل المجني عليه الثاني، وذلك بحسب شكوى كان قد تقدم بها للنيابة الإدارية. وأوضحت التحريات أن الحادث وقع في التاسعة صباحاً، وأن الجناة دخلا إلى المدرسة وطلبا مقابلة مدير المدرسة وأمين المعامل واستدرجاهما إلى غرفة الحاسب الآلي، واستغلوا انشغال العاملين بالمدرسة ببدء امتحانات الصف الأول والثاني والثالث بالمدرسة وقاما بارتكاب جريمتهما، ثم غادرا المدرسة ليكتشف العاملين بالمدرسة الجريمة البشعة. واستمعت نيابة مركز الأقصر قد إلى 24 من المدرسين والإداريين والعاملين بالمدرسة الذين أكدوا وقوع الجريمة في الساعة الثامنة و45 دقيقة واكتشافها بالصدفة بعد 15 دقيقة من وقوعها حين ذهب أحد العمال لنقل بعض مقاعد الطلبة من غرفه الحاسب الآلي فعثر على الجثتين تسبحان وسط بركه من الدماء، وأن فني المعمل قد تعرض للعديد من الطعنات في أنحاء متفرقة من جسده قبل ذبحه وفصل رأسه عن جسده وقطع عضوه الذكري. وتعرض ناظر المدرسة لعدة طعنات قبل ذبحه، حيث عثر بين يديه على نسخ من شكوى الجاني الأول للنيابة العامة حول تعرض نجله لاعتداء جنسي من قبل فني المعامل. وجاء بالشكوى التي حققت النيابة العامة فيما جاء فيها الأحد الماضي، أن طبيبا أجرى كشفاً على التلميذ نجل المتهم الأول بارتكاب الجريمة أثبت تعرض التلميذ لاعتداء جنسي، وكشفت التحقيقات أن الجناة دخلوا المدرسة بشكل طبيعي ولم يعترضهم ولم تبدو عليهم أي ملامح تكشف عن ترتيبهم لأي حوادث عنف، وخرجوا دون أن يبدوا عليهم أي توتر بعد ارتكابهم الحادث، وأن الجناة اعتادوا التردد على المدرسة للاطمئنان على نجل المتهم الأول التلميذ بالصف الأول الابتدائي نظرا لإصابته بتأخر ذهني، وأن الجناة دخلوا إلى المدرسة وصافحوا مديرها قبل أن يصحبوه إلى غرفة الحاسب الآلي، حيث كان يتواجد فني المعامل المجني عليه وارتكبوا جريمتهم وخرجوا في هدوء. من ناحية أخرى، خرج الآلاف من أهالي الكرنك ومدينة الزينية لتشييع جنازة المجني عليهما في موكب مهيب، ورفض أهالي الضحيتين قبول العزاء في القتيلين، في إشارة إلى أن عائلات الضحايا تستعد للأخذ بثأرهما من الجناة الذين تواصل الشرطة جهودها لضبطهما.