عقدت دار الإفتاء المصرية، أمس السبت 22 ديسمبر، اختبارات القبول في دورة إعداد المفتين عن بُعد، والتي ينظمها مركز إعداد المفتين بدار الإفتاء المصرية. وقال المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، د.مجدي عاشور، إن دار الإفتاء المصرية أنشأت وحدة لإعداد المفتين عن بعد، تقوم فيها بتدريس المواد الشرعية واللغوية لخريجي كليات الأزهر الشريف، وكذلك استخدام الحاسب الآلي لمواكبة مقتضيات العصر، من أجل تخريج علماء يرتقون بعملية الإفتاء بالوجه المنوط به لبيان أحكام الشرع للناس في مصر وخارجها، ولتقليص فوضى الفتاوى التي عمَّت البلاد الإسلامية. أضاف: أن هذه الدورة تهدف كذلك إلى تخريج عدد من المفتين المتخصصين بفهم الشرع الشريف والواقع، لكي يستطيعوا تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع بمنهج وسطي، ونشر منهجية دار الإفتاء المصرية في إصدار الفتاوى بمختلف الدول. وأشار إلى أن هذه الإجازة التي تعطى للناجحين في دورة إعداد المفتين عن بُعد لا تقتصر على المواد الشرعية فقط، وتشمل كذلك العلوم الحياتية كعلم الاجتماع، والاقتصاد، والمواد التكنولوجية بما يحقق التواصل بين الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، حتى وإن كانوا في أماكن بعيدة. وقال الشيخ محمود أبو العزايم، المسئول عن التعليم عن بُعد، يقوم بالإشراف على إعداد المقررات الدراسية والمناهج التي ستدرَّس خلال دورة إعداد المفتين عن بعد لجنةً علمية من كبار علماء الأزهر الشريف وعلوم الواقع كالاجتماع والاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات؛ وذلك للوصول بهذه المقررات والمناهج لأعلى درجات الجودة في المحتوى وطرق التدريس. وأضاف أنه تقدم لاختبارات القبول 300 متدرب من بينهم 12 امرأة، موضحًا أن البرنامج التدريبي سيستمر لثلاث سنوات، حيث يدرس الدارس بالفرقة الأولى مجموعة من المقررات الشرعية، ومجموعة من المحاضرات العامة، بالإضافة إلى تدريب على فتاوى العبادات، وفي الفرقة الثانية يتخصص الطلاب إلى شعبتين هما الأسرة والمجتمع، والمعاملات المالية، أما الفرقة الثالثة فيتم فيها استكمال مواد التخصص، لافتاً إلى أنه هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تخريج متخصصين في الفتوى في مجال معين كالاقتصاد والأمور المجتمعية. يذكر أن دورة إعداد المفتين عن بعد تهدف إلى معالجة القصور العلمي المنهجي لدى بعض المتصدرين للفتوى بالتخصص الإفتائي، وتأهيل الدارس للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها في مجال الإفتاء، وكذلك إتاحة هذا القدر من التعليم في مجال الإفتاء لأكبر عدد ممكن من الراغبين فيه في مختلف أنحاء العالم عن طريق التعليم عن بعد، ودعم التواصل بين المتصدرين للفتوى في أنحاء العالم. وفي نهاية الدورة يُمنح الناجحون في الامتحان النهائي (الشفوي والتحريري) المنعقد بمقر دار الإفتاء المصرية بالقاهرة، شهادة الإجازة في الإفتاء مبينًا بها التقدير الذي نالوه، ويتم توقيع هذه الشهادة من فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية.