هوليوود هي مدينة السينما العالمية في أمريكا .. وبوليوود هي مدينة الفنون التي تحاكيها في الهند بعد أن قفزت شبه القارة الهندية بانتاجها السينمائي إلي معدلات فاقت الانتاج الأمريكي نفسه .. وحققت انتشاراً كبيراً في كثير من دول العالم وها هي تحتفل بمئويتها هذا العام ويحتفي بها المهرجانات العالمية في مراكش وفي مهرجان كان المقبل .. أما هوليوود الشرق »مصر« التي عرفت صناعة السينما قبل أكثر من مائه عام وكانت دائما قبلة المبدعين والموهوبين في الوطن العربي بفنانيها العظام وبانتاجها السينمائي الضخم الذي ظل سفيراً فوق العادة لمصر ناشراً لثقافتها وعادات شعبها ولهجتها التي صارت اللهجة الأكثر شيوعاً في الوطن العربي بفضل فنون السينما والغناء والدراما. ما حققه السنيمائيون الكبار بأعمالهم يواجه اليوم خطراً كبيراً خاصة بعد الأوضاع السياسية الأخيرة والاعتصامات والمظاهرات والحصار الذي والأجواء المعادية للفن والفنانين ، فالانتاج السينمائي شبه متوقف والتصوير يتم علي استحياء في أعمال محددة ودور العرض حققت خسائر متلاحقه فمن سيذهب إلي السينما في ظل أجواء سياسية مشحونة .. ولأن" رأس المال جبان " فقد تأجلت مشروعات انتاجية عديدة كان من المقرر تصويرها مع بداية هذا العام .. منتجو المسلسلات الدرامية وضعوا مشروعاتهم أيضاً في الأدراج انتظاراً لوضوح الصورة .. وتوقف تصوير الأعمال القليله داخل مدينة الانتاج الاعلامي بسبب الحصار الذي تعرضت له في الوقت الذي ينشط فيه الانتاج التركي ويستغل الفرصة ليضع نفسه بديلاً جاهزاً للدراما المصرية ، ان السينما والدراما من أكثر قطاعات الدولة التي تضخ رؤوس أموال بشكل مستمر كما أنها تفتح بيوت آلاف من العاملين فيها والمتعاملين معها وقد بدأوا ينضمون إلي طابور العاطلين .. إن الخسارة مزدوجة مادية ومعنوية في ظل هذه الأجواء غير المواتية . في الآداء الاعلامي الأداء الاعلامي الرسمي والخا ص يواجه أزمة صعبه في ظل حالة الانقسام التي يشهدها المجتمع .. لقد وقع الاعلام عموماً في أخطاء عديدة منذ ثورة 25 يناير.. هناك اعلاميون ظلوا يدافعون عن النظام السابق »حتي آخر نفس « وحينما لاحت بوادر السقوط الأخير انقلبوا عليه وتبرأوا منه وهناك فضائيات لاتزال مصادر تمويلها تمثل علامة استفهام كبيرة .. ولا شك أن الاعلام حصل علي مساحة حرية لم تكن متاحة من قبل لكنها حرية الصراخ وليست حرية الحصول علي المعلومات وتوصيلها بموضوعيه للمشاهد .. ومن الطبيعي أن تحدث تجاوزات وأخطاء لكن حلها لن يكون بتكميم الأفواه .. أو بحصار الاعلامين فلن يكون هناك صوتاً واحداً في مجتمع يتطلع إلي الديمقراطية وحرية الرأي .. وتفعيل ميثاق الشرف الاعلامي يجب أن يتم من خلال خبراء الاعلام .. ويظل المشاهد هو الذي يمنح صكوك الاستمرار لهذه القناة أو تلك . أيام وراء أيام ليست موسيقاه البديعة فقط ولا بصيرته النافذة ولا قدرته الفذة علي التحليل الموسيقي ، ليس هذا فقط ما سنفتقده في الموسيقار الراحل عمار الشريعي .. بل أن أكثر ما سيفتقده أصدقاؤه ومحبوه هي روحه المرحة، كان عمار يملك روحاً شفافة منطلقة ضاحكة تلمسها في أحاديثه وقفشاته .. كان كثيراً ما يقول » شفت المشهد العبقري ده« ثم يصف المشهد الذي يقصده بتفاصيل قد لا يراها بعض المبصرين ثم يضحك ضحكته الشهيرة. يبقي عمار الشريعي هو صاحب مدرسة خاصة في مقدمات المسلسلات الدرامية .. فقد أضاف نجاحاً للمسلسلات التي وضع موسيقاها ففي مسلسل " الأيام " تتسلل الموسيقي حزينة تمهد لأجواء الحدث الدرامي .. ينطلق صوت علي الحجار مجسداً معاني الخوف والظلام والتحدي والصلابه والأصرار مردداً " أيام وراء أيام لا الجرح يهدي ولا الجرح ينام " وفي ملحمة » ليالي الحلمية « يأتي صوت محمد الحلو » ليه يا زمان مسبتناش أبرياء وواخدنا ليه في طريق مامنوش رجوع ، أقسي همومنا تفجر السخرية وأصفي ضحكة تتوه في بحر الدموع« لقد كان الشريعي محظوظاً بلقائه مع الشاعرين الكبيرين عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب .. بعبقريتهم الفذة ، أتمني أن تجمع شركة صوت القاهرة تيترات مسلسلات الشريعي في اسطوانات أثق أنها ستحقق رواجاً كبيراً .