اهتمت الصحف اللبنانية، السبت 15 ديسمبر، بتصويت المصريين على أول دستور بعد ثورة 25 يناير وانطلاقة مصرية جديدة نحو استكمال بناء المؤسسات الدستورية. وأكدت الصحف اللبنانية أن المصريين يأملون في الخروج من حالة الانقسام السياسي والمجتمعي التي تعيشها مصر في الوقت الراهن أمام انقسام شعبي بين الرفض والقبول لهذا الدستور. وكتبت "السفير" تحت عناوين متعددة "استفتاء مصر على معنى الحرية والعدالة" و"الاستفتاء بروفة حرب في الإسكندرية"، ويبدأ المصريون اليوم الاستفتاء على المسودة النهائية لدستور ما بعد الثورة، في ظل أجواء من الفرز الحاد تخيم عليهم بين مؤيد لدستور الشريعة ورافض لأخونه الدولة، في وقت تسيطر فيه على الساحة أكثر حالات الاستقطاب حده بين الإسلاميين من طرف وأنصار التيار المدني من طرف آخر. ورأت السفير أنه بالرغم من سعي أنصار التيارات الإسلامية لتهوين جانب الخلاف مع المعارضين، على اعتبار أن هؤلاء يصطنعون خلافات على عدد محدود من المواد الدستورية لتمرير مخطط إفشال الرئيس الإسلامي، أصر منتقدو المشروع النهائي للدستور على التمسك بما لديهم من خلافات مع صلب أسس وضع الدستور. وأشارت صحيفة "المستقبل" إلى استمرار الجدل الواسع النطاق على مشروع الدستور على الرغم من انطلاق الاستفتاء صباح اليوم في مصر في عشر محافظات بينها الإسكندرية والقاهرة، وأن الساحة المصرية تشهد جدلا سياسيا وفكريا بين مؤيدين للمشروع غالبيتهم من قوى الإسلام السياسي وبين معارضين ينتمون لفكر مدنية الدولة. ولفتت إلى تلبية بضع مئات من المتظاهرين دعوة كل من الموالاة والمعارضة الجمعة للتظاهر عشية المرحلة الأولى من الاستفتاء وفضلوا حسم المعركة في الاقتراع المباشر، وتجمع مئات المتظاهرين بدون حوادث في التجمعات الثلاثة بميدان التحرير وأمام القصر الرئاسي بالنسبة لرافضي مشروع الدستور وفي مدينة نصر بالنسبة لمؤيديه. وأوضحت صحيفة "اللواء" أن المصريين يذهبون اليوم ليواجهوا مستقبلهم بالاستفتاء على الدستور الجديد في حالة من الانقسام الحاد، وبعد أسابيع من المواجهات والمليونيات وبعد عامين من النضال المستمر، لم يعد مهما ماذا ستكون نتيجة الاستفتاء، المهم في المشهد المصري هو الصحوة العظيمة للشعب ونخبته التي أصبحت تستطيع أن تميز في النصوص والنفوس بما يضمن مستقبلها واستقرارها. واعتبرت صحيفة "النهار" ما تشهده الساحة السياسية المصرية الآن لم تشهد مصر مثيلا له منذ "ثورة 25 يناير" التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، حيث يعيش المصريون وسط انقسام سياسي واحتقان شعبي حادين، ويدلون اليوم بأصواتهم في المرحلة الأولى من الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد المثيرة للجدل والذي تحول إلى طرح للثقة بالرئيس محمد مرسي الآتي من صفوف الإخوان المسلمين بعد أقل من ستة أشهر من وصوله إلى السلطة بغالبية ضعيفة في يونيو الماضي51.7% من الأصوات. وأوضحت "النهار" أنه من المفترض أن يشكل هذا الاستفتاء تتويجا للثورة التي أنهت ثلاثة عقود من نظام الاستبداد، وأن يكرس انتقال مصر إلى طريق الديمقراطية بمنحها مؤسسات مستقرة تعكس التغييرات الكبيرة التي شهدتها البلاد، لكنه تحول بمثابة معركة على هوية مصر الجديدة، بعد استئثار الإسلاميين، بمن فيهم السلفيون والإخوان المسلمون، بالجمعية التأسيسية للدستور وإقرارهم تحت جنح الظلام مسودة دستور تثير مخاوف القوى الليبرالية وغير الإسلامية من أسلمه مفرطة للتشريع وعدم ضمان الحريات على نحو كاف. ومن جانبها أكدت صحيفة "الشرق" أن هذا اليوم، هو يوم لن ينساه المصريون، فسيكون من أيامهم التاريخية المفصلية، إنه يوم الاستفتاء على دستور "مصر المؤقت" الذي قسم بر مصر إلى برين، ويوم حرب الدستور، بين مصر مشروع الدولة الدينية والدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة القائمة على التعددية السياسية والقانون والمواطنة. وأشارت صحيفة "البناء" إلى أن ميادين مصر تعيش مخاضا سياسيا عسيرا هذه الأيام، حيث تشهد عشرات الاعتصامات والتظاهرات المؤيدة أو المعارضة لاستفتاء اليوم حول الدستور، فقد شهدت الإسكندرية أمس صدامات دموية بين المؤيدين والمعارضين ما نتج عنها عشرات الجرحى. ويعتقد المراقبون السياسيون أن الاحتجاجات السياسية ستزيد حدتها وقد تأخذ أشكالا جديدة من المواجهة التي ستكون شرارتها النتائج التي سيسفر عنها الاستفتاء الذي سيجرى على مرحلتين الأولى اليوم، والثانية السبت المقبل في 22 من الشهر الجاري.