الذي يري (باب الفتوح) الآن وما يجري فيه يتحسر علي حال الباب الذي تحدث عنه التاريخ بكل احترام واجلال.. فقد كان مخصصا لخروج الجيوش الذاهبة للفتح والغزو والدفاع عن ديار المسلمين. وكان سلاطين مصر طوال العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية يجلسون عنده يستعرضون الجيوش ويتأكدون من استعدادها تسبقها فرق الموسيقي العسكرية ويقف أهل القاهرة يودعون الجيش للفتح بالزغاريد والتمنيات.. الآن تغيرت الصورة وبدلا من مواكب الفرسان بخيولهم المطهمة بسروجها المذهبة وأسلحة فرسانها. أصبحت ساحة هذا الباب ميدانا لتجارة البصل والثوم شتاء.. وسوقا للزيتون والليمون صيفا! باب النصر المجاور لباب الفتوح فقد كان بابا لدخول الجيوش بعد عودتها للوطن ظافرة حاملة ألوية النصر، وظل هذا التقليد التاريخي متبعا طوال عهود العظمة المصرية حيث كان ابنه الفاتح الكبير ابراهيم باشا يحرص علي الدخول من باب النصر كلما عاد لمصر منتصرا.. ومن يتجول الآن في المنطقة يخيل له ان مصر أصبحت وطنا لأصحاب المزاج، فأبرز ما يباع فيها الآن الشيشة ومستلزماتها من أحجار ولي !! منتصر أبوالحجاج السندباد الأقصري