بافتتاح باب الترشح لمنصب رئاسة مصر الجديدة يوم 10 مارس ولمدة شهر ينتهي 8 ابريل 2012 وصل عدد من سحبوا استمارات الترشح للمنصب الي عدد مهيب، يفوق ال500 مرشحا للرئاسة حتي الان، ضمت جميع طوائف وشرائح الشعب المصري من الحانوتي الي استاذ الجامعة، من قائد الموتوسيكل والتوك توك الي مالكي المرسيدس وال بي ام دبليو، ذكورا واناثا، مسلمين واقباطا، كل يحمل في عقله الباطن والظاهر حلم الجلوس علي كرسي ملك او فرعون مصر كما كان حتي 11 فبراير2011. تلك الظاهرة ما كان لها ان تمر بخاطر المجانين قبل العقلاء لولا فضل ثورة وثوار 25 يناير، نتفق أو نختلف حول ما نشاهده بوسائل الاعلام عن طبيعة المرشحين، ولكنه الحلم الذي كان يعشعش في العقل الباطن لكل مصري، الا من فئة واحدة كان حلمهم، حقيقة لا خيالا. والسؤال الحائر هنا: من الرئيس القادم، مواصفاته، سلطاته، فرعون جديد، أم والي؟ في الحقيقة وفي اعتقادي الشخصي، ان المنافسة الحقيقية بين المرشحين المحتملين ستقتصر علي عدد محدود مثل منصور حسن وعمرو موسي والفريق شفيق وابو الفتوح والدكتور العوا وابو اسماعيل، كما ان ايا منهم لن يحسم السباق من الجولة الاولي، وستحسمه معركة الاعادة.كما انه لايساورني ادني شك، ان الشعب المصري سيحسم المعركة لصالحه، وليس لصالح قوي سياسية بعينها معروفة تتمتع بغالبية برلمانية، اخوانا كان او سلف صالح، او اقلية من الوفد العريق، اوالمصريين الاحرار، اوغيرهم من الائتلافات والاحزاب الثورية الصغيرة. ولعل الاخوان كانوا من الذكاء السياسي، ادراكهم لهذه النتيجة مبكرا، فاعلنوا انهم لن يقدموا مرشحا اخوانيا للرئاسة، وانهم ينتظرون وضوح الرؤية، فيساندون الحصان الاسود الرابح، فيصيرون عليه من اهل الفضل.. كما لا يفوتنا ان عقيدة الاخوان لا تسمح الا بخليفة اوحد وهو المرشد العام، وتجربة نجاد وخامئني في ايران واضحة لكل ذي بصر وبصيرة، والا انقلبت منحة الثورة الي محنة كبري0لهذه الاسباب سيكون الرئيس القادم - باذن الله - مصريا ليبراليا، وطنيا، عقيدته اسلامية مدنية سمحة، واليا علي الشعب، وبأمر الشعب، وليس بأمر الخليفة، او ارادة امريكية، او رعاية عربية، او شفاعة اسرائيلية، كما ظن او يظن الواهمون.. فهبوا شعب مصر، وتخيروا رئيسا باخلاق وحكمة وسماحة نيلسون مانديلا، وعقلية مهاتير محمد، يصلح ما افسده اللهو الخفي، من الانفلات الاخلاقي والامني، ويحقق اهداف الثورة، من عدالة اجتماعية وحياة كريمة للمصريين، ومصالحة بين ابناء الوطن الواحد، ليتحقق الامن والامان والاستقرار، وتعود مصر الي الخريطة العالمية، اسدا سياسيا وعسكريا، ونمرا اقتصاديا، كما ينبغي لها ان تكون، بتوفيق العلي القدير.