قبل أيام فاجأنا وزير المالية بطلب من رموز النظام السابق المحبوسين في قضايا فساد، بأن يتم التصالح معهم مقابل التنازل عن جزء من ثرواتهم.. كيف استطاع الوزير أن ينقل تلك الرغبة للشعب المصري؟ هذه ليست قضية عميل متعثر في سداد قرض، أو هارب أساء استخدام أموال البنوك، هذه قضايا فساد سياسي، وهؤلاء لم يعرضوا حتي التنازل عن كل ما أخذوه بغير حق، بل يساومون ويفاصلون للاحتفاظ بأكبر قدر ممكن مما حققوه من مكاسب...ياسيدي من تاب عن خطئه وأراد ان يصحح موقفه من الشعب فأقل ما يمكن أن يقدمه هو أن يتنازل عن كل ما أخذه بغير حق، سواء داخل البلاد أو خارجها، وقتها فقط يمكن أن نفكر في التصالح معه، أما مثل هذه المساومات فلا مجال حتي للتفكير فيها، إلا إذا كانت الحكومة تسعي لاستفزاز الشعب، واشعاره بالذل والمهانة، وكأنها تقول له هؤلاء هم الأسياد لا يحاسبون علي أخطائهم ولا يردون مايأخذون، انما يتفضلون علينا ببعض ما عندهم.. قبل ان تفاجئنا الحكومة بانها بدأت اجراءات ذلك التصالح القاتل .. نقول لها هؤلاء هم من تولوا مقاليد الأمور في البلاد علي مدار عشرات السنين فلم يبالوا بفقير أو محتاج، لم يتوقفوا لحظة وهم يدمرون أقوات هذا الشعب ويهدرون حقوقه.. لا أحد ينكر أننا نعاني من نقص في الموارد المالية، ولكن هناك أخطاء لا تقدر بمال، والتسامح معها قد يكون أكثر ضراوة من ارتكاب الخطأ ذاته.