يحاول العلماء منذ قرون فك شفرة المخ البشري، ذلك الصندوق العجيب الذي يحوي أسرار كل انسان والذي اودعه الله سبحانه وتعالي حوالي 001 مليار خلية عصبية تتواصل مع بعضها باشارات تبلغ سرعتها 002 ميل في الساعة. وتتجدد الخلايا العصبية فيه بمعدل 003 مليون خلية في الدقيقة الواحدة. ويعكف علماء الاعصاب الامريكيين حاليا علي رسم خريطة لمخ الانسان، في محاولة لكشف كيف تتواصل مليارات الخلايا العصبية فيما بينها، حيث يحدث 001 تفاعل كيميائي كل ثانية في المخ، وذلك أملا في فهم الخلل المؤدي لبعض الاضطرابات العقلية مثل التوحد والشيزوفرنيا »فصام الشخصية«. وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية إلي اصابة واحد من كل 008 طفل مصري بمرض التوحد. وقد بدأ المشروع بتجارب علي متطوعين اصحاء بتصوير تكوين المخ وممرات الموصلات العصبية بشكل أدق واوضح 01 مرات من أشعة الرنين المغناطيسي وذلك من خلال جهاز ألماني مبتكر لتصبح المرحلة التالية التعرف علي موضع الخلل في مخ المرضي. ويعتقد الباحثون أن التوصيلات العصبية هي نتاج الطبيعة والبيئة.. فالجينات تتحكم في ممرات التواصل والتجارب الشخصية تترك بصماتها عليها وقد تغير من مسارها و هذه الفروق بين شخص وآخر هي التي تحدد هويتنا. ولكن عمل خريطة للمخ سيستغرق سنوات اطول بكثير من تلك التي أمضاها العلماء لتحديد الجينوم البشري، فهذا الصندوق شديد التعقيد يستطيع احتواء معلومات نحو 00051 كتاب كل منها مكون من 0001 صفحة.