لا يستطيع أي محب للقدس أن ينسي ما قاله الشاعر العراقي مظفر النواب عنها. ولا يمكن أن تمر عليك كلماته وأنت تتابع مؤتمر نصرة القدس الذي نظمته الجامعة العربية واستضافته الدوحة.. حيث يقول للزعماء العرب: القدس عروس عروبتكم.. ادخلتم كل زناة الليل إلي غرفتها. ووقفتم تسترقون السمع لفض غشاء بكارتها وتنافختم شرفا ولقد تمخض المؤتمر عن السعي لتشكيل لجنة تحقيق دولية لتقف علي جرائم الدولة العبرية الصهيونية في القدس الشريف. بجانب بعض الكلام التقليدي الذي مللنا وسئمنا من سماعه. ولكن الجدل الذي أثاره الرئيس الفلسطيني ردا علي الشيخ يوسف القرضاوي حول زيارة المدينة المقدسة بتأشيرة دخول إسرائيلية يستحق الالتفات. حيث ان الشيخ الجليل يعتبر الزيارة للقدس تعد تطبيعا. وأبومازن يختلف ويري في الزيارة ضرورة للمسلمين والمسيحيين. ويذكر ان البابا شنودة أفتي بمنع الزيارة. وهذا الحوار المتجدد يذكرني بحوارات وقرارات الجمعية العمومية للصحفيين المصريين والتي تمنع الزيارة. وربما تحمل وجهة نظر الفلسطينيين بعضا من الوجاهة. وهي ان منع الزيارة للقدس سوف تحرمها من عون ودعم عربي وإسلامي رغم صلابتهم وصمودهم يحتاجون إلي المؤازرة ورفع المعنويات. وهذا يتم من زيارة العرب والمسلمين من العالم بجانب الاخوة المسيحيين الذين يتوافدون لزيارة الأماكن المقدسة وبيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام. ورغم الجدل حول الزيارة والتطبيع إلا ان الشيخ القرضاوي يصر علي وجهة نظره والرئيس أبومازن يرفضها. ويري فيها اضرارا بالقدس والمقدسات. ويعطي الصهاينة الفرصة للهدم وتغيير المعالم. والقضية تحتاج إلي رؤية دينية أكثر منها سياسية. والأزهر والكنيسة المصرية والفاتيكان لهم الدور الأكبر في التعامل مع الزيارة من منطلق ديني. وجعل قضية التطبيع مرتبط بزيارة أو دخول إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية الأخري دون المقدسات. ولن تحسم القضية بسهولة ولكن مصلحة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية أهم من جدل التطبيع.