لا أري.. ادني شك في أن المواطن المصري سيكون سعيدا بديمقراطية بلده عند الوقوف أمام صناديق الاقتراع ويختار رئيسه بنفسه! وسر سعادته أنه رأي اليوم الذي ينتخب رئيسه بالانتخاب الحر المباشر بعيداً عن الرتوش الملونة والتزوير للرئيس الأوحد ويرجع الفضل في ذلك إلي ثوار 52 يناير. وكان يحدونا الأمل في ان يكتمل مثلث السعادة للمصريين، فالضلع الثاني من سعادته يكون بانتخاب الرئيس ونائبه! لأن اختيار نائب الرئيس يكون أيضاً من خلال الشعب حتي لا يترك مرة أخري لاختيار رئيس الجمهورية. ويأتي الضلع الثالث من مثلث السعادة لو تم وضع الدستور الجديد بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية وهذا ليس بصعب ابدا اذا توافرت النوايا الحسنة علي ان تنتهي اللجنة المكلفة بوضع الدستور قبل اعلان فوز الرئيس الجديد، وبذلك يكون قد ضربنا 3 عصافير بحجر واحد خاصة عصفور تقليص صلاحيات وسلطات الرئيس بحيث لا تكون لديه سلطات مطلقة فيتحول الرئيس الجديد إلي .. طاغية جديد. ولا أسمع.. الدجل والأونطة والنصب واللعب بعقول الناس عما نشاهده يوميا علي القنوات التليفزيونية من إعلانات تعالج جميع الأمراض.. خذ عندك اللاصقة العجيبة التي تعالج امراضا كثيرة والتركيبة الفريدة لمعالجة السكر والضغط والقلب بدون جراحة أو أثار جانبية والأعشاب التي تقضي علي المسرطنات! وكله كوم وحكاية الجهاز الأمريكي الذي يجلب السعادة الزوجية كوم تاني! ناهيك عن المداعبات التي تدغدع مشاعر الرجال والنساء وتلاحقهم بجمل علي غير استحياء تحت شعار »جدد حياتك بزيادة القدرة والتحكم والنتيجة مؤكدة بالتجربة لجميع الاعمار«.. وسؤالي اين وزارة الصحة من هذه الاعلانات وكيف تسمح هذه القنوات ببثها دون تصريح واذا كانت تعلم وتصّرح فالمصيبة اكبر!! ولا أتكلم: عن التلوث الأخلاقي الذي ساد المجتمع بشكل يمثل ظاهرة ! فالمنفلتون اخلاقيا منهم المتعلم والمثقف والكبير والصغير امّا الجاهل والبلطجي فلا عتاب عليهم رغم مسئولية المجتمع عنهم اذن المشكلة عويصة ويتطلب الأمر وقفة من الجميع.. ودعونا نسأل أنفسنا: هل المدارس اصبحت بيوتا للتربية والتعليم؟ هل مازال الأب قدوة والأم مدرسة؟ هل مازال الجار يعمل بالمثل القائل.. ان كان جارك في خير فافرح له؟ هل ضيق ذات اليد لها علاقة بالقضية ثم لماذا اصبحت الكراهية والعنف هي لغة الحوار بيننا؟ ولماذا يضرب التسيب بجذوره في اعماق دروب حياتنا بدون حساب ولا عقاب؟ وأخيرا ما العلاج؟ أفيدونا افادكم الله.