إذا كانت اسرائيل اجرت الاسبوع الماضي مناورات "نقطة تحول 4" للاستعداد لاي حرب محتملة مع حزب الله، الا انها ايضا وضعت في حسابها اثناء اجراء هذه المناورات احتمال نشوب حرب بينها وبين ايران. التي أجرت بدورها مناورات مضادة أطلقت عليها اسم »بيت المقدس-22« واعتبرها البعض اعلانا عن استعداد ايران هي الاخري للحرب. وبالرغم من عدم وجود تصريحات مباشرة من الجانبين بشأن حرب قادمة الا ان التصريحات غير المباشرة المتبادلة بينهم تكاد تكون مفضوحة والكل يعلم من المقصود بها. فقد صرح قائد القوات البرية للجيش الايراني العميد أحمد رضا بوردستان بان الشعب الإيراني علي ثقة من أن إجراء مثل هذه المناورات سيجعل القوات الأجنبية الموجودة في المنطقة لا تفكر مطلقا في مهاجمته. وكانت هذه المناورات قد بدأت لمدة ثلاثة ايام بدءا من يوم 24 ال 26 مايو الحالي قرب مدينة إصفهان بوسط إيران. تجربة أسلحة خفيفة وأخري ثقيلة، بهدف اختبار مدي استعداد الجيش الايراني لصد أي هجوم محتمل. وجاءت مناورات إسرائيل التي تزعم انها تجريها بغرض تأمين نفسها ضد أي هجوم صاروخي متوقع قادم من لبنان وسوريا وإيران، لتقضي ليس فقط علي الهدوء النسبي الذي عاشته المنطقة مؤخرا وانما لتعيد أيضا عملية السلام إلي نقطة الصفر. فقد اعتبر المراقبون أن هذه المناورات نذير واضح بدق طبول الحرب وان كانت الدولة العبرية تنفي ذلك. كما يؤكد المراقبون ان المناورات الإسرائيلية تتعارض بشكل واضح مع الجهود الرامية إلي استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط والتي كانت علي رأس أجندة مبعوث الرئيس الأمريكي جورج ميتشيل علي مدار جولاته الأخيرة بالمنطقة، ونقطة أساسية في لقاء رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن. وتشمل »نقطة التحول 4« تدريبات شاملة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، للتعامل مع احتمال تعرض البلاد لهجوم بمئات القذائف والصواريخ من حزب الله وحركة حماس وإيران. واستمرت المناورات خمسة أيام ووصلت ذروتها الاربعاء الماضي، حيث انطلقت صفارات الانذار في جميع أنحاء إسرائيل، وطلب من الإسرائيليين دخول المخابيء. وأشارت مصادر إسرائيلية إلي أن الجيش الإسرائيلي اختبر خلال التدريبات منظومة الدفاع الصاروخي المعروفة بالقبة الفولاذية. ونقلت تقارير إسرائيلية أن التدريبات تهدف إلي تطوير القدرات الإسرائيلية لتواجه قدرات إيران وحماس وحزب الله، الذي تضم ترسانته الراهنة صواريخ M-600 والتي تتسم بدقة إصابة الهدف وتهدد المنشآت العسكرية والاستراتيجية الحساسة في الدول العبرية. والجدير بالذكر أن إسرائيل صاحبة الترسانة النووية الاقليمية الضخمة تعاني عقده أمن مستحكمة وهي تعمل علي تجميع أحد أكثر نظم الدفاع الصاروخية تقدما في العالم فوق ظهرها. ويحصل هذا المشروع علي تمويل أمريكي، حيث أقر مجلس النواب الأمريكي مؤخرا بأغلبية ساحقة مشروعا للرئيس باراك أوباما يهدف إلي مساعدة إسرائيل علي إقامة نظام »القبة الفولاذية« المضاد للصواريخ القصيرة المدي.