فرحة ما بعدها فرحة بعد أن أعلنت لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب تقرير إدانة الالتراس بالمصري والأمن والمسئولين عن استاد بورسعيد واتحاد الكرة عن مذبحة التراس الأهلي.. وكنت من هذا المكان قد أشرت إلي عدم التزام اللجان السابقة بتعهداتها عما كانت تقوم به. لكن هذه المرة كانت الإدانة صريحة بالبيانات الدامغة التي لا تحتمل الشك بنسبة 1٪ »واحد بالمائة«!! أدانت اللجنة الأمن وتورطه في المذبحة ووقوفه مشاهداً لما يحدث دون حركة، كما أدانت اللجنة غلق الأبواب باللحام للحيلولة دون هروب الالتراس الأهلاوي ومحاصرتهم داخل أرض الاستاد بعد أن أطفئت الأنوار عن عمد بعد المباراة مباشرة للحيلولة دون تصوير القتلة الذين افترسوا الشباب الواعد في المجزرة. قصص الأبطال لابد أن تحفر بحروف من نور. هناك بطل وشهيد بإذن الله تقدم عندما أحس بخطورة الموقف علي الالتراس الأهلاوي إلي أحد الأبواب المغلقة وأخذ حجراً كبيراً وظل يضرب قفل الباب حتي حطمه ولسوء حظه أن الباب الحديدي سقط عليه وفي نفس الوقت اندفعت جماهير الالتراس الأهلاوي للخروج طلباً للنجاة فلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الباب الحديدي واندفاع الهاربين من الجحيم. هذا البطل يستحق أن يقام له تمثال علي باب استاد المجزرة ليكون عبرة ورمزاً للشهامة ولإنكار الذات في سبيل إنقاذ الآخرين. إنه البطل الشهيد محمد يوسف. في هذه المساحة أكدت أن المجزرة كانت مؤامرة بكل المقاييس وقد أثبتت لجنة تقصي الحقائق في مجلس الشعب أنها مؤامرة مدبرة بتخطيط منظم ومسبق، فكانت المجزرة التي راح ضحيتها مجموعة من زهرة شباب مصر.. رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان. اتحاد الجباية المنحل.. ماذا كان ينتظر بعد كل هذه الأحداث؟!! كان عليه أن يستقيل قبل أن يُقَال، وكان عليه أيضاً أن يعترف بالجرم الذي ارتكبه بسبب عدم متابعته للأحداث قبل حدوث المجزرة.. وكل الشواهد كانت تشير إلي خطورة ما كان سيحدث لكن توقعاته بخروج المباراة إلي بر الأمان خابت.