دعا علماء الإسلام شباب الثورة وجميع القوي السياسية في مصر إلي أن يجعلوا من يوم 25 يناير الذي يوافق الذكري الأولي للثورة المصرية بداية الإنطلاق نحو بناء مصر الحديثة، واستكمال ما قطعته مصر من أشواط في سبيل التغيير والإصلاح.. وأكدوا أن يوم 25 يناير يجب أن يكون يوما للإحتفال وليس لمظاهرات وإعتصامات جديدة يتخللها أعمال عنف تطيل فترة المرحلة الإنتقالية الراهنة. وحذر العلماء من خطورة حالة الفوضي والانقسام التي قد تسود مصر إذا ماحدث ما يعكر صفو الاحتفال بالذكري الاولي للثورة، الأمر الذي قد يطيح بالدولة، ويعيدها إلي مربع الصفر.. مناشدين الشباب بأن يراعوا الظروف التي تمر بها مصر الآن سياسيا وإجتماعيا واقتصاديا، فلا يطالب أحد بشئ إلا إذا كان لمصلحة الوطن. وفي السطور التالية مزيد من اراء علماء الإسلام في هذا الشأن . بداية يعرب د. نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق عن أمنيته في أن تمر الذكري الأولي لثورة 25 يناير بسلام دون حدوث ما يعكر الأجواء العامة ويزيدها توترا، داعيا شباب الثورة وجميع التيارات والقوي السياسية إلي أن يجعلوا من يوم 25 يناير المقبل بداية الإنطلاق نحو بناء مصر الجديدة، وإستكمال ما قطعته مصر من أشواط في سبيل التغيير والإصلاح، والتي كانت أخرها الإنتخابات البرلمانية. ويشدد د.واصل علي أهمية نبذ العنف والخلافات في هذا اليوم، ووضع مصلحة مصر العليا فوق أي إعتبار، مؤكدا أن مصر الآن في أشد الحاجة للهدوء والاستقرار للبناء والتعمير، وليس للعنف أو الخلافات التي تدمر وتخرب مكتسبات الثورة المجيدة، مطالبا شباب مصر بالإبتعاد عن التظاهرات والاعتصامات التي تعطل حركة المجتمع، وتزيد من توتر الأوضاع بشكل يهدد أمن وإستقرار الوطن، داعيا في الوقت نفسه إلي تكاتف وتعاون جميع المصريين من أجل التصدي للخارجين عن القانون الذين يريدون تعطيل الحياة وإشاعة الفوضي والتوتر والانقسام بين المصريين. ويقول مفتي مصر الأسبق: لقد نجحت هذه الثورة المباركة عندما كانت تحت شعار "سلمية.. سلمية " و"الشعب والجيش إيد واحدة"، ومن ثم علينا ونحن نحتفل بالذكري الأولي للثورة أن نحافظ علي سلميتها، ونبتعد عن كل ما يؤدي إلي العنف أو حتي الخلاف، ولهذا نناشد جميع القوي والتيارات أن يتقوا الله في مصر، وأن يحافظوا عليها، ويجنبوها نزاعات وخلافات جديدة هي في غني عنها، وهي بلاشك أمور مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه التي تحث علي حماية الوطن من أخطار الانقسام وأعمال العنف، فضلا عن أنها تحث أيضا علي التوحد والترابط ولاسيما تجاه قضايا الوطن المصيرية. ويؤكد د. واصل أن الإسلام يرفض سلوكيات العنف التي يمارسها بعض الافراد تحت شعارات سياسية أو ثورية، مشيرا إلي أنها نوع من التخريب الذي يجرمه الشرع والقانون ، مؤكدا أن مشكلات الوطن يجب أن يتم حلها في اطار التفاهم المشترك وسيادة أحكام القانون. نهضة مصر
ومن جانب آخر تؤكد الباحثة الإسلامية د.خديجة النبراوي أن يوم 25 يناير المقبل يجب أن يكون يوما للإحتفال وليس لمظاهرات وإعتصامات جديدة يتخللها أعمال عنف تؤخر عملية الإنتقال السلمي للسلطة، وتطيل فترة المرحلة الإنتقالية الراهنة، محذرة من خطورة حالة الفوضي والانقسام التي قد تسود مصر إذا ماحدث ما يعكر صفو الاحتفال بالذكري الاولي للثورة، الأمر الذي قد يطيح بالدولة، ويعيدنا إلي مربع الصفر. وتقول د. خديجة: يجب علينا جميعا أن يكون هدفنا الاسمي هو تحقيق الريادة الحقيقية لمصر من خلال التنمية وإطلاق طاقات المصريين الهائلة القادرة علي العمل والتميز والتقدم علي المستوي العربي والعالمي أيضا، وبالتالي علينا جميعا أن نعمل معا علي العبور بمصر من أزمتها الراهنة إلي آفاق الإستقرار، معتمدين في ذلك علي الممارسة الديمقراطية الحقيقية، والتي تفتح الباب لكل من يستحق وكل من يملك برامج حقيقية للنهوض والتقدم والتحضر، وإذا كانت مصر الآن تعيش أوضاعا حرجة وخطيرة تهدد أمنها وإستقرارها الإجتماعي والسياسي، فإن من واجب الجميع أن يعمل علي تجاوز هذه الاوضاع من خلال التكاتف، وغلق باب النزاعات حتي تستقر الاوضاع التي تهدد أمن واستقرار مصر. وتحث د. خديجة شباب مصر إلي أن يتعقلوا، وأن يحكموا العقل في تصرفاتهم إذا أرادوا لمصر الخير والأمان والإستقرار، وأن يعملوا علي الحفاظ علي مصر وعلي مكانتها وسمعتها ووضعها حتي لا تظهر للعالم بأنها بلد لا أمن ولا أمان فيها. وتضيف: نحن نعيش في مرحلة حرجة من تاريخ مصر، ونريد أن نصلح ما تم إفساده في السنوات الماضية، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث علي أرض الواقع إلا إذا أصبحنا جميعا علي قلب رجل واحد، وإذا كان لبعض الفئات مطالب، فيجب ألا تسعي هذه الفئات إلي تحقيق مطالبها بالمصادمات والعنف، والذي من خلاله نعطي فرصة للمندسين لاشاعة الفتنة بين المصريين. الأمن والاستقرار ومن جانبه يقول الشيخ منصور مندور من علماء الأزهر الشريف: بما أن مصر بلد الأمن والأمان كما قال الله تعالي: "إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين" فإن شباب مصر منوط بهم أن يعيشوا هذا المعني، أي معاني الأمن والأمان والإستقرار، فبعد أن ثاروا علي الظلم والظالمين آن الأوان أن يتجهوا إلي البناء والتشييد والعمران، وأن يعيدوا مصر إلي مكانتها ورونقها وبهجتها، كما عليهم أن يعيدوا السرور لأهلها، فالثائر الحقيقي هو الذي يحول الظلم إلي عدل، والجور إلي إحسان، والهدم إلي بناء، وهو الأمر الذي أمرنا الله تعالي به في قوله تعالي "هو أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها"، فالله تعالي خلقنا لنعمر الأرض بالزراعة والصناعة والعمل الصالح، ومن ثم علينا أن نعود إلي هذا النص القرآني، ونجعل من يوم 25 يناير المقبل فرصة لبناء مصر من جديد بعيدا عن الاعتصامات والمظاهرات والاضرابات التي تضر ولا تنفع. ويضيف الشيخ منصور: ومن الواجب علي شباب مصر أن يراعوا الظروف التي تمر بها مصر الآن سياسيا وإجتماعيا واقتصاديا، فلا يطالب أحد بشئ إلا إذا كان لمصلحة الوطن، فيجب علي كل فرد في هذا الوطن تغليب مصلحة الوطن علي مصلحة النفس، وتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة، وعلي جانب آخر فإنه لا يجوز لمسلم أن يشارك في أعمال من شأنها ترويع الآخرين، أو تعطيل مصالح الناس، أو تعطيل حركة المجتمع.