في ظل الأزمة المسيطرة علي كواليس صناعة السينما وتوقف عجلة الانتاج إلا من عدد قليل جدا من الافلام لا يتجاوز اصابع اليد بدأت مجموعة من الأفلام في تحدي هذه الظروف وهي " الافلام الديجيتال" قليلة التكلفة لتطرح نفسها كحل سحري للازمة التي تهدد صناعة السينما المصرية. ففي الوقت الذي ارتفعت فيه اجور النجوم وتكاليف الطبع وغيرها من مراحل الصناعة في السينما التجارية اصبح في الامكان انتاج عشرة افلام ديجيتال بتكلفة فيلم تجاري واحد من نوعية ال"35 مل "التجارب الناجحة للافلام الديجيتال المصرية والتقدير الذي نالته في المهرجانات السينمائية الدولية دفع صناع السينما للتفكير في دعم هذه التجارب والمشاركة في تفعيلها مثل المنتج والموزع جابي خوري صاحب شركة مصر العالمية للسينما والذي سيبدأ خلال المرحلة القادمة مشروع خاصا في انتاج افلام ديجيتال بل وتجهيز دور العرض التي يملكها بتقنيات تسمح بعرض الافلام الديجيتال خاصة ان دور العرض في مصر تفتقد لهذه التقنيات وهو مادفع الكثير من صناع الافلام الديجيتال لتحويلها لنسخة 35 مل لعرضها في دور السينما العادية وهي عملية تتجاوز تكلفتها المائة الف دولار تقريبا. المخرج احمد رشوان صاحب تجربة فيلم "بصرة" والذي نال العديد من الجوائز يري ان اغلب المنتجين يرفعون الآن شعار "تكلفة اقل" في اختياراتهم لاية اعمال ومن هذا المنطلق اصبحت الافلام الديجيتال حلا مطروحا لتحقيق تلك المعادلة ولكن المشكلة تكمن في عدم توافر دور عرض تملك امكانات عرض الافلام الديجيتال كما ان عملية تحويل الفيلم الي 35 مل باهظة التكلفة وهو مايتعارض مع مبدأ تقليل التكلفة . ويقول رشوان: المهم الفكرة التي ستطرح من خلال الفيلم وليس تغيير الوسيط فلابد ان نقدم من خلال الافلام الديجيتال موضوعات لم نتطرق اليها في الافلام التجارية وتجارب السينمائيين المستقلين مثل ابراهيم البطوط وتامر السعيد وهالة لطفي كانت نموذجا لذلك واعتقد انه بمرور الوقت ستتاح مساحة اكبر للافلام الديجيتال وماتطرحه من موضوعات جيدة . ويتفق معه المخرج ابراهيم البطوط صاحب فيلم "عين شمس" ولكنه يري ان الفروق الانتاجية بين الفيلم الديجيتال والفيلم التجاري ليست كبيرة حيث يقول: اذا نظرنا للامور من حيث تكلفة الصناعة فالفارق لن يتعدي 800 الف جنيه تقريبا هي فروق تكاليف العمليات الفنية بين النوعين إلا ان اجور النجوم هي السبب الرئيسي في ارتفاع تكلفة الفيلم التجاري واذا تعاملنا بنفس المنطق مع السينما الديجيتال فلن تختلف الامور فما الفائدة من استقطاب نجم يتقاضي عشرة ملايين جنيه في فيلم ديجيتال؟ ويضيف البطوط : المعيار هنا هو الموضوع الذي يطرحه الفيلم وليس النجم المشارك فيه وحتي نتجاوز الازمة الاقتصادية لابد من وجود التيارين سواء تيار السينما المستقلة القائمة علي الديجيتال وقلة التكلفة وايضا الافلام التجارية وذلك حتي تتسع مساحة الاختيار امام المشاهد المخرج احمد عبدالله يعرض له فيلم "هيليوبليس" والذي ينتمي لسينما الديجيتال ولكنه يضم مجموعة من النجوم مثل خالد ابو النجا ويسرا اللوزي وحنان مطاوع وهنا يقول عبدالله : ثقافة الفنان معيار مهم في نجاح السينما الديجيتال فابطال هيليوبليس أمنوا بالتجربة ولم يتقاضوا نفس الاجور التي يتقاضونها في السينما التجارية وذلك لدعم التجربة وأتمني ان يتفهم كل نجومنا هذه النقطة ويمارسوا ادوارا اكثر فاعلية لدعم السينما بجانب افلامهم التجارية الناجحة ايضا .