نجاح الثورات يقاس بما قدم الذين قاموا بها من إنجازات للوطن، وفي هذا السياق لست مهموما بتعديد محاسن ثورة يناير ولست مهتما بتعرية مساوئها.. ما يشغلنيحقا هل كانت الثورة والثوار أوفياء لشعارها الأساسي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟! من الصعب الإجابة دون قراءة صادقة للمشهد المرتبك بعد مرور عام علي قيام الثورة.. دون مواربة علينا الاعتراف أننا وحتي الآن أمام ثورة في حاجة لعقل وقيادة يمكنهما ترويض الحاجة العنيفة التي تجتاح نفوس الثوار للتغيير. وتمهد الطريق أمامهم للانتقال من حالة ثورية صاخبة لاقتلاع نظام فاسد إلي حالة ثورية أخري ضد الفقر والتخلف والبطالة وقود الشر في المجتمع.. افتقار ثورة يناير للتنسيق والزعامة أفقدها أعظم ميزاتها التي أبهرت العالم وظهرت بوضوح بميدان التحرير والذي كان ساحة لالتقاء وانصهار ذكاء العقول المستنيرة وقوة الأيدي الكادحة.. كان يمكن لهذه القوي الجبارة ان احسن استغلالها أن تنشل مصر من متاهات وأعباء عقود طويلة من الفساد مازالت ترزخ تحت اثقاله. وقد يتهمنا البعض بأننا نحمل الثورة أكثر مما تطيق وأن تحقيق العدالة الاجتماعية مسئولية الدولة التي يتوجب عليها أن توفر الحياة الكريمة لمواطنيها ويبقي الرد جاهزا وهل منحت دولة ما بعد الثورة الفرصة لتحقيق ذلك بعد أن استمرا الثائرون لغة الاعتراض والرفض لكل شيء وأشاعوا أجواء من التخوين والتشكيك.. خرج الثوار بعيدا عن روح التحرير إلي مغانم كثيرة ليأخذوها ولكنهم تشرذموا فاقتسم المغانم الاخوان والسلفيون تارة والبلطجية وأصحاب المطالب الفئوية تارة أخري.. الفرصة مازالت سانحة أمام ثوار يناير لأن يعدلوا مسار ثورتهم بأن يكونوا حراسا لاستقرار هذا الوطن يوم 52 يناير القادم ويمكنهم ان يستعيدوا الأرض التي فقدوها بمزيد من الوفاء لشعار ثورتهم الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية.