هبة عمر عندما تشرق شمس الغد يبدأ عام جديد، محملاً بأمنيات وأحلام ندعو الله أن يحققها، ومع البدايات الجديدة قد ننسي ما مضي بكل ما حمله لنا من آلام، ولكننا لا ننسي ما تعلمناه فيه ولا ننسي ما خضناه من تجارب ناجحة أو فاشلة، لأن كل تجربة مهما كانت نهايتها تضيف إلينا خبرة الحياة ودروسها، وتمنحنا قدرة أكبر علي التحمل، وقدراً أكبر من الوعي، ورغبة أكبر في السعي نحو اهدافنا. عندما تشرق شمس الغد اتخذ قرارك.. لا تنظر خلفك، ولا تحزن علي ما فاتك، ولا تهدر طاقتك في المشاعر السلبية، كن أكثر تسامحاً، وارتفع فوق أحزانك، قاوم الحقد والحسد والكراهية، وعندما تنجح في المقاومة سوف تصفو نفسك وتشرق روحك ويمتلئ قلبك بالحب وحده، امنح عقلك فرصة لتقبل الرأي الآخر والفكر الآخر، فالحقيقة ليست حكراً علي أحد، ولم يخلق الله بشراً علي صواب دائماً سوي الأنبياء والرسل، اهجر الغيبة والنميمة فهما مضيعة للوقت وتغييب للعقل، خذ عهداً مع نفسك أن تتعلم كل يوم شيئاً جديداً، وأن تفعل شيئاً مفيداً، لا تنكر عيوبك ولكن حاول تغييرها ولا تنظر إلي عيوب الآخرين فلهم عيون يمكن أن تنظر إليك، ولا تفقد ثقتك بالله أبداً فهو يعلم سرك وجهرك وهو أرحم منك عليك، احسن الظن بالناس تكسب قلوبهم، ولا تكن فظاً غليظ القلب سريع الغضب فينفضون من حولك، وامسك لسانك فلا تخض في العرض والشرف ولا تخلط الجد بالهزل ولا تنم وأنت تعلم أنك أغضبت الله، أو أضعت حقاً أو أسأت إلي عباد الله وتذكر أن الحق هين.. وجه طلق ولسان لين. وإذا كانت البدايات تحمل عادة مشاعر متفائلة، لماذا لا نحاول التمسك بالتفاؤل في العام الجديد، والأمل في أن يتحقق ما نصبو إليه من حرية مسئولة وعدالة مكفولة للجميع وتوافق يجمع المصريين ولا يفرقهم؟ ادعو الله ألا تفقد الأمل أبداً في مقاومة الظلم والفساد وسوء الأخلاق وسوء النوايا و.. »الطرف الثالث«!