احمد شفيق يتوسط المهندس معتز رسلان وسعد هجرس أثق تماما في عودة الاستثمارات .. والمهم »هدوء النفوس« وكأنه كان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن مصر وعن المصريين. »شعب مصر مثل حبات الرمال.. تمشي عليها.. ولكن عندما تهب العاصفة لا أحد يستطيع أن يقف في وجهها«. قالها حكمة السياسي الشهير ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل.. وهي مقولة لابد ان نتذكرها خاصة في وقت الأزمات كما قال المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي في بداية لقاء عقده المجلس واستضاف خلاله الفريق أحمد شفيق المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وأداره سعد هجرس مدير تحرير العالم اليوم. مقولة تحتم تذكرها حيث مصر الآن تمر بمنحني خطير.. وكما قال رسلان أننا ندرك جميعا أن التاريخ وحده لا يصنع المستقبل و أن الماضي بكل انجازاته وقيمه ما هو إلا مجد تحقق ثم توقف ويحتاج أن نضيف إليه نحن المزيد والجديد حتي تستمر الحضارة المصرية وتتماشي مع عصر لا تقبل شعوبه إلا بالحرية والديمقراطية الحقيقية، وهو ما نسعي إلي أن يكتمل بانتخابات الرئاسة المقبلة. وأضاف: قبل بداية المرحلة الأولي لانتخابات البرلمان كان التساؤل يراود أذهان الجميع »هل مصر تسير في الطريق الصحيح؟«.. ومع المظهر الحضاري للمشاركة والإقبال الشديد علي التصويت في المرحلتين الأولي والثانية بدأ الجميع يشعر بأننا نمضي نحو هذا الطريق، ولقد أظهرت النتائج صعود تيارات سياسية لم تكن مشاركة في الحياة السياسية من قبل مثل التيارات الدينية التي حصدت غالبية المقاعد حتي الآن وكذلك بعض الأحزاب الليبرالية، وفي المقابل تراجعت تيارات أخري كان لها تاريخ طويل في العمل السياسي.. وهنا يجب أن نقف جميعا بكل احترام لصوت الناخب أيا كان انتماؤه حتي لو كان للبعض تحفظ علي هذه النتائج.. وكل المراد من رب العباد ألا تؤدي الأحداث الأخيرة حول مجلس الوزراء- والتي لا يعرف أحد أسبابها ومن يقف وراءها- إلي خطف فرحة المصريين بانتخاباتهم الحرة وألا تفسد أملهم في مستقبل أفضل. وقال إن كل الشواهد تؤكد أن مصر ستعبر نحو الأفضل.. نحو الاستقرار.. نحو المكانة التي تليق بهذه الدولة التاريخية العريقة.. فمصر لها مكانة خاصة كما يملك شعبها إرادة قوية تعبر به أصعب المحن والتحديات. ولم يكن معتز رسلان وحده الذي وصف المرحلة الراهنة بالخطيرة فقد كان ذلك أيضا رأي سعد هجرس الذي وصفها بالحساسة والحرجة وقال ان الأسئلة التي تطرح خلالها أكثر من الاجابات.. وحال الجميع يبحث عن »اللهو الخفي« الذي يطارد الكل ومنهم د. شفيق الذي تلقي العديد من التساؤلات بشأنه! هجرس لم يترك صغيرة أو كبيرة من الأسئلة إلا وطرحها أمام الفريق شفيق.. أسئلة تبحث عن اجابات في الماضي والحاضر والمستقبل وكلها تصب في خانة واحدة »مصر رايحة علي فين«؟!.. هي مصر أقدم دولة في التاريخ التي تحولت إلي دولة مملوكية في عهد المخلوع! ومن ذلك السؤال تتفرع تساؤلات أخري بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية وهل أصبح شبح الدولة الدينية يحلق في الأفق أم أننا في انتظار جنرال يرتدي »عمامة«! وكيف تحول شعار »الجيش والشعب إيد واحدة« في بداية الثورة إلي تلك الصورة التي نراها الآن؟ وماهي شهادة شفيق بشأن الماضي والحاضر والمستقبل. الحقيقة، ومن اجابات الفريق شفيق يتضح أنه يداعب شباب الثورة ويخطب ود الإخوان وقال عن أعضاء المجلس العسكري إنهم »حبايب«، مشيرا إلي أن »مصر رايحة إلي المكان الذي سيذهب بها إليه رجالها وسيداتها حتي لو كان الآخرون يريدون لنا غير ذلك وقال: نحن قادرون علي أن نمضي بها إلي مكانها الذي يليق بها ولكن كل الخوف أن تنتهي فرصة التفاهم بين المصريين مطالبا بنسيان احتمال انتهاء تلك الفرصة وقال: لا يمكن لدولة عمرها 7 آلاف سنة أن تنتهي بسبب خلاف مدته 01 أشهر«! وأضاف أنه تولي رئاسة الوزارة عقب نجاح الثورة في ظروف صعبة مشيرا إلي أن الميدان وقتها كان منفعلا ضد أعضاء في الحكومة وليس ضده لكنه انقلب إلي انفعال ضده.. وقال : الحقيقة أن الذين احتد صوتهم مطالبين بتركي الوزارة في ذلك الوقت جاءوا إليّ في منزلي وأبلغوني بمن كانوا »يشحنونهم« وقالوا له ما معناه أن تركه الوزارة كان أمرا مستعجلا لشدة اقترابه من الجماهير بعد فترة قصيرة! وماذا حدث خلال فترة توليك الوزارة؟ قال: بعد أسبوعين أجريت تعديلا وزاريا ضم عناصر من المعارضة مثل د. يحيي الجمل الرافض للتوريث ومنير فخري عبدالنور.. ود. جودة عبدالخالق.. ويكشف الفريق شفيق عن أنه وزملاء له في وزارة أحمد نظيف كانوا يشكلون معارضة للحكومة وقتها بشكل أقوي لكنه لم يكن يظهر علي السطح لأن النظام لم يسمح بذلك! تلك المعارضة اسقطت المشروع الشيطاني المسمي ب»الصكوك الشعبية« وكذا مشروع »الميجامول« الذي كان يقضي بتخصيص 04 قطعة أرض زراعية للمستثمرين الأجانب لاقامة مولات تجارية عليها وهذه الأراضي تخصص علي أساس أنها منفعة عامة! وايضا مشروع جامعة النيل وهو المشروع »الفيلم« والذي قال عنه رئيس جهاز المحاسبات انه مشروع شيطاني.. وكذلك ما حدث من تعديلات لحدود المحافظات الذي تم لأغراض منفعة شخصية بحتة للحصول علي أراض للبناء!.. ولذلك فقد كان أول قراراتي عقب تولية رئاسة الوزارة إلغاء جامعة النيل واستعادة أرضها للدولة وإلغاء قرارات تعديل حدود المحافظات.. المهم أنها كانت فترة ذات طابع غريب.. وانتهت علي خير. وكيف تري الملف الاقتصادي؟.. وماذا تتوقع لو نجحت الانتخابات؟ قال: مصر جاهزة تماما وتملك أرضية خصبة وطاقة المصريين لا حدود لها لو اتجهت للطريق الصحيح وساعتها المكاسب سوف تكون »مرعبة«، واضاف أن الجمهور دائما يرفض كل ما هو جديد ولذا يجب ان يري عينة من النجاح وبعدها سوف يقبل أي جديد.. وأشار إلي أن منطقة مثل المنطقة التي تجاور قناة السويس من الممكن ان تصبح أكبر منطقة حرة في العالم لو حسنت النوايا مشيرا إلي ان بورسعيد كان من المفروض ان تتحول لمنطقة حرة كبري لكنها أصبحت مجرد مخازن لبالات الملابس واللبان! وأضاف مقترحا فكرة طرح 04 كيلو متراً داخل سيناء ومثلها من الجانب الآخر لقناة السويس علي المستثمرين الأجانب لإقامة منطقة حرة دون تدخل من الدولة وقال إن هذه المنطقة تلغي كل المناطق الحرة بالمنطقة ولكن بشرط الجدية وعدم التراجع في القرارات وثبات الرؤية. وتطرق شفيق إلي قضية أخري متسائلا: هل يعقل ترك الأسماك تتوغل في 073 كيلو مترا مربعا ببحيرة ناصر ونحن نتفرج عليها لصالح منتفعين يعطلون الاستثمار بها! واضاف قائلا إنه مضطر لتكرار القول بأننا في حاجة إلي »رجالة« في اتخاذ القرار والالتزام بها مشيرا إلي أنه »حرام ترك مصر هكذا«.. وقال انها آخر فرصة لمصر لكي تعدل أحوالها وهي تستحق ذلك. وسؤال آخر: يقال إن ما يحدث هو إعادة لنظام مبارك بدون حسني مبارك.. رغم أن القضية لا تحتاج تغيير اسماء بل تغيير جذري.. ما رأيك؟ رد قائلا: هذا يجرجرني للحديث عن أمور لا أريد الخوض فيها.. ولكن الحقيقة أنني أبديت رأيي في العديد من القضايا المهمة وكان هذا الرأي لا يرضي! لقد طالبت بعدم الاعتماد علي الصرف من الاحتياطي! وكشف شفيق عن سر بقوله إنه عقب توليه الوزارة التقي بالعديد من رؤساء ووزراء خارجية عدة دول أجنبية وقد عرضوا تقديم دعم ضخم لمصر وضخ استثمارات كبيرة وقد طرحت عليهم فكرة ان تتكفل كل دولة ببناء ما يتراوح بين 02 و03 ألف شقة في كل المحافظات ويكتب علي كل »كومباوند« اسم الدولة التي مولت هذه الشقق والتي تمنح لسكان المحافظات بمبلغ رمزي وليكن ألف جنيه فقط!.. والحقيقة ان تلك الفكرة لاقت ترحيبا من الأجانب.. وكان من شأن ذلك تشغيل الملايين في إنشاء تلك المساكن ولكن الذي حدث ان الصورة تغيرت! وسؤال: هل انت مرشح المؤسسة العسكرية؟ رد قائلا: علي الإطلاق.. وماعلاقتك بأعضاء المجلس العسكري؟ قال: حبايب. وكيف تري الأوضاع الراهنة؟ قال: لا يمكن استمرار البلطجة لمدة 01 أشهر وأضاف ان القانون يقضي باعدام البلطجي.. لماذا لا ينفذ ذلك؟! وقال ان الجميع خاسرون مما يحدث الآن! والكاسب الوحيد هو »اللهو الخفي«! وسؤال : من الناحية السياسية ينظر إليك كجزء من النظام القديم.. ما رأيك؟ قال الفريق شفيق: انني لم أكن أخدم شخصا باسمه ولا نظاما ما بل كنت اخدم مصر.. وإذا كنت قد خدمت مع مبارك فإنني خدمت ايضا مع السادات وعبدالناصر! واضاف لقد اشيع عني انني أركب الطائرة بشكل مستمر لتناول الإفطار مع مبارك في شرم الشيخ وهو ما يعني ان الدولة تدار من هناك! وهي أقوال غير صحيحة بالمرة فالحقيقة أنني لم أقم بزيارة مبارك في منزله علي مدي 24 سنة سابقة.. وهو ما جعل صاحب تلك الشائعات يكتب مرة بعدها أنني حسبت بطريق الخطأ علي حسني مبارك! وأشار شفيق إلي أن الأمور تدار من خلف الظهور متذكرا قولا للراحل نزار قباني: »مادخل اليهود من حدودنا وإنما كالنمل تسللوا من عيوبنا«! وهو ما يعني أن أعداء مصر لا يريدون لها خيرا ويستغلون عيوبنا لضربها! وسؤال: هل يمكن ان تكشف سر محاولة اغتيال عمر سليمان؟ رد مسرعا: غالبا سوف أنسي الاجابة عن هذا السؤال؟ وكيف تري إمكانيات عودة الثقة في الاستثمار بمصر؟ قال: ثقتي لا حدود لها في أن الساحة المصرية خصبة ومغرية ولكن بشرط استعادة الثقة وهذا يستغرق وقتا وعموما الاستثمارات سوف تعود من جديد.. والمستثمر يحسبها بالورقة والقلم. ورأي آخر: الدولة تحتاج إلي اصلاح حقيقي وليس مجرد إصلاح للثوب المهلهل.. ما تعليقك؟ قال: المهم أن تهدأ النفوس.. لقد مر علينا 01 أشهر وكأننا في »مأتم« وسط حالة من الغموض والجميع لا يعلم ما هو قادم!