ساقتني الأقدار إلي زيارة مبني ديوان وزارة الأوقاف الاسبوع الماضي لزيارة أحد الأصدقاء، وقضيت بها حوالي ساعة .. ادركت بعدها ان الدكتور كمال الجنزوري رئيس حكومة الإنقاذ الوطني سيعاني بشدة من بعض أعضاء حكومته.. وإليكم تفاصيل الكارثة. وزارة الأوقاف يديرها حاليا الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي وهو شيخ جليل، وتضم أكثر من 082 ألف موظف، و05 ألف إمام معينين، بخلاف 05 ألفا آخرين يعملون كخطباء مساجد بالمكافأة.. وكنت أتصور ان هذه الوزارة هي الوزارة التي تتحمل المسئولية الأكبر في توجيه وإرشاد الناس وتعريفهم بما يجب عليهم القيام به لتتجاوز مصر أزمتها الحالية، وذلك من خلال القطاع الديني الذي يرأسه الشيخ شوقي عبداللطيف وكيل أول الوزارة وأحد أهم قياداتها، وقطاع الدعوة برئاسة الدكتور والشيخ سالم عبدالجليل، ولكن المفاجأة أنني علمت ان كليهما لم يدخل مكتب الوزير منذ قدومه للوزارة، بسبب الوشاة وأصدقاء السوء الذين أوقعوا بينهما وبين الوزير بحجة أنهما كانا يطمعان في المنصب.. وللأمانة فكلاهما يستحقه عن جدارة. الأسوأ أيضا أن كل أنشطة الوزارة توقفت خلال الشهور الماضية، ومنها المؤتمر الإسلامي الدولي الذي كانت تنظمه الوزارة سنويا، وكان قد ألغي مؤتمر العام الماضي بسبب الثورة، والثاني يحين موعده في يناير المقبل ولن يقام أيضا.. وربما كان لهذا ما يبرره. لكنني لا أري مبررا لإلغاء الموسم الثقافي بمسجد النور وكان يتضمن محاضرات للتوعية الدينية، كما ألغي معسكر أبوبكر الصديق لتثقيف وتوعية الشباب بالإسكندرية، والأغرب من ذلك أنه لم يتم عقد لقاء واحد مع الأئمة في المديريات بمختلف المحافظات، ولم تقم الوزارة بعقد أي لقاء أو جولة دينية لإرشاد الدعاة. إذا كانت كل هذه الأنشطة قد ألغيت؟.. فما هي مهمة وزارة الأوقاف وما هي مهمة المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وأين الدعاة الذين كان يتحتم عليهم توعية المواطنين وقيادتهم لتجاوز المرحلة الصعبة التي نمر بها بتنوير عقولهم وهدايتهم للطريق المستقيم بدلا من تركهم لدعاة الغلو والتطرف الذين يعتلون المنابر حاليا. أعلم علم اليقين أن هناك صعوبة تواجه أي موظف عام في أدائه لمهامه بمختلف الوزارات.. ولكننا نحتاج بشدة لوزارة الأوقاف في هذا التوقيت.. وعلي الدكتور الجنزوري فتح هذا الملف مبكرا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.