إيمان أنور الفوز المتعاقب للإسلاميين علي اختلاف أسماء أحزابهم بدءاً من تونس والمغرب ثم مصر وفي المستقبل ليبيا كما هو متوقع .. بدأ يتحول إلي موضوع أثير للسجال في الشارع وفي أوساط النخب السياسية والمثقفين.. فالربيع العربي أو ما سمي كذلك بدأ يتحول إلي ربيع إسلامي.. فهل هذا يلبي أهداف وإستراتيجيات دول باركت الحراك العربي؟ أم أن وراء الأكمة أو الكواليس غير هذا تماماً.. بحيث تجد الأحزاب والتيارات الدينية نفسها وجهاً لوجه مع الواقع بكل ما يزخر به من أزمات مزمنة؟؟.. إن مجال الاجتهاد في تقديم إجابات عاجلة عن هذه الاسئلة لا حدود له.. هناك من هم اكثر تشاؤماً من مستقبل هذا الحراك بحيث يرون أنه مشروع واسع لأفغانستان جديدة ..لكن ما يغيب عن معظم المتساجلين في هذا السياق هو لماذا أخفقت أحزاب يسارية وأخري ليبرالية في الوصول إلي الناس؟ وهل كانت برامجهم وأطروحاتهم النظرية حكراً علي الأروقة والصالونات بعيداً عن العشوائيات والأزقة ؟؟ والنبرة التي تعلو الآن في مختلف أشكال السجال صور فوز أحزاب إسلامية توحي بأن هناك من يريدون الديمقراطية لكن بشروطهم.. وبحصولهم المسبق علي بوليصة تأمين ضد الغير.. ولصالحهم.. لكن هذا النمط من الديمقراطيات الداجنة والمنزوعة الدسم لا معني له.. فإما أن تكون هناك ديمقراطية بكل ما تنتهي إليه وتسفر عنه من نتائج أو لا تكون.. وقد اتضح الآن ما كان مُلْتبساً حتي وقت قريب.. وهو أن النخب السياسية المبشرة بالتمدين والعصرنة يفصلها عن الشارع الكثير.. فهي كمن يتعلم السباحة علي الرمال.. لهذا عليهم ألا يفاجأوا بنتائج غير سارة لهم.. فالعربي الخائف والحذر والمسكون بالرعب من الحاضر والمستقبل.. لاذ بالماضي.. مقابل آخرين لاذوا بالمستقبل.. لهذا فالحاضر بلا بوصلة والحوار فيه بين طرشان!!