منذ يومين بدأ اكبر عرس سينمائي دولي في العالم.. وهو مهرجان »كان« السينمائي في دورته رقم 36 وعندما نطلق علي هذا المهرجان السينمائي انه »الاكبر« أو »الاجمل« أو »الاهم«.. فإن ذلك لا يرجع إلي جمال افلامه فقط أو الي اتساع عدد شاشاته فحسب او إلي جمهوره العريض الذي يشاهده في نفس اللحظة سواء في المدينة الجميلة الناعمة الرابضة علي الريفييرا الفرنسية او علي الهواء في القنوات الفضائية المنتشرة في انحاء العالم وانما لأسلوب هذه العروض ونوعياتها ومناقشتها اولا بأول عن طريق المؤتمرات الصحفية وعدد المجلات السينمائية الملونة التي تصدر يوميا بالألوان علي ورق مصقول وبطريقة صحفية تفوق الخيال والحوارات الفنية التليفزيونية والصحفية الخاصة التي يتم اجراؤها مع نجوم الصف الاول من السينما الهوليودية علي خلفية رائعة من شاطئ البحر المتوسط.. نعم مهرجان كان اصبح شيئا آخر مختلفا غير المهرجانات الاولي التي كانت تنافسه مثل فينسيا وبرلين وموسكو.. لقد اصبح »كان« هو الاول وهو المتميز وهو المتمتع بالبحر والشاطئ في احلي اجواء السنة »شهر مايو« بينما يقام مهرجان برلين ودرجة البرودة تحت الصفر! حتي مسألة »الجو« المنعش الرائع هذه ليست السبب في هذا التفوق والامتياز.. وإنما السبب كما يقول خبراء الاقتصاد.. هو »السوق الدولي« الذي يقيمه »كان« وتتم خلاله اكبر صفقات الشراء والبيع للافلام الجديدة كل عام.. وأذكر اننا فوجئنا عند افتتاح المبني الجديد لقصر المهرجانات منذ أكثر من 02 عاما ان به طابقا كاملا لهذا »السوق« وتساءلنا وقتها هل عمليات البيع والشراء تستحق هذا البراح؟!.. الان ننظر حولنا لنكتشف ان اماكن اخري قد اضيفت لذلك الطابق وان »خياما« جديدة قد انشئت الي جوار قصر المهرجانات واحتلتها الدول لتعرض فيها افلامها للبيع بعد ان ضاق السوق القديم وقاعات العرض المخصصة لتلك العروض! ومنذ سنوات طويلة.. اتذكر حواري مع منتج سينمائي كبير الذي سألني في غيظ: عندما تريد أن تشتري »اللؤلؤ« فإلي أي بلد تذهب؟.. فأجبت: اليابان.. قال ولو اردت شراء السجاد؟.. قلت ايران.. قال: واذا أردت ان تشتري افلاما سينمائية؟ قلت امريكا.. صاح مندهشا: ارأيت نحن الامريكان ملوك السينما لماذا اذن نجري كل عام ونعبر المحيط لنحضر مهرجان »كان«.. ونعرض افلامنا للبيع؟ قلت: فلتقيموا مهرجانا مثله في امريكا.. اجاب: وها أنا ذا ادعوك لحضور مهرجاننا الجديد باسم »السوق الامريكي الدولي« والدعوة هذا العام شاملة الاقامة وتذكرة الطائرة! هكذا كانت الدعوة لهذا المهرجان في أول عام وقد نجح نجاحا كبيرا لأن المدعوين لم يخسروا شيئا.. وفي العام التالي كانت الدعوة شاملة إما التذكرة أو الاقامة.. فنجح نصف نجاح وفي العام التالي كانت التذكرة والاقامة علي الضيف نفسه ففشل تماما.. وعاد الأمريكان يعرضون افلامهم للبيع في سوق مهرجان كان اكبر سوق دولي في العالم للسينما وهذا سر نجح مهرجان »كان«!