لعله لم تكن هناك فرصة لالتقاط الانفاس مثل تلك التي ستتاح امام جميع الاطراف المعنية بكرة القدم، لانقاذها من اكبر كارثة يمكن ان تواجهها في تاريخها، والفرصة هي توقف الدوري لاكثر من 53 يوما.. فالدنيا »هاصت وزاطت« بمعني الكلمة، ولم يعد هناك لا ضابط او رابط لايقاف المهازل »والفضايح« المتتالية في الملاعب، حتي اصبحت الصورة قاتمة- ان لم تكن سوداء- وها هي المرة الاولي التي يجمع فيها الكل علي ان التوقف مفيد. واضح جدا.. ان كل فرد يعرف دوره في المنظومة، ولكن للاسف الشديد لا يمارسه، وكل جهة مسئولة تعرف واجباتها، ولكنها لا تؤديها، وكل قيادة في ناد او اتحاد تدرك ابعاد تبعاتها، ولكن »ضاربة طناش« لانها خائفة من شيء ما، او مترددة.. واذا لم توضع في فترة توقف الدوري الطويلة اسس علاج ما تم افساده منذ انطلاق المسابقة، يبقي »طظ« في »الكورة« التي كانت ومازالت يمكن ان تمثل وسيلة كبري لتصحيح اوضاع كثيرة »غلط« في المجتمع. المستوي الفني للدوري الكروي لم يستقر بعد ومن السابق لاوانه ان يتحدد طريق الصعود للقب.. او منعطف الهبوط الي المظاليم، ولكن المؤكد وللمرة المليون ان البطل هو الذي يستطيع دائما اجتياز المواقف الصعبة بثبات دون ان يهتز امام أية عقبة، او عقبات.. الكلام واضح. اذا أرادت إدارات الاندية ان تنظر الي مصلحتها، فينبغي لها ان تربط هذه المصلحة، مع سياسة الاهلي.. فمنذ فترة اعلن الاهلي عن انسحابه من الكأس اعتراضا علي سياسة اتحاد الكرة في الخلط بين الحقوق، وبما ان ادارة الاهلي هي الاكثر خبرة في هذا المجال، وهي الاعرف بخبايا السوق والتسويق، فالمؤكد هو ان الاندية التي ستمشي معه علي نفس الخط.. هي التي ستكسب الجولة في النهاية. احتفال الزمالك بمئويته لم يخرج بالصورة اللائقة، لا جماهيريا ولا فنيا.. والامر لا يرتبط او يتعلق بمهاراته مع اتلتيكو مدريد او غيره، وانما يرتبط اكثر بجيل من اللاعبين لا يتمتع بطموح البطولة. وحتي اذا اقترب منها لا يصدق انه سيصعد الي منصة التتويج.. المشكلة عادة في البني آدميين.. وفي ادارة البني آدميين. اذا كان برادلي ضم عصام الحضري فكان من الاولي به ان يضم نجوما اخرين ملتزمين تبحث عنهم الجماهير العربية في مباراة البرازيل واولهم وفي مقدمتهم ابوتريكة.. ثم جدو هداف افريقيا.. وعبدالواحد السيد. محافظ سوهاج »طلع« اجازة في العيد، وترك الأهالي مع أزمات بالجملة. وحتي لو لم »يطلع« محافظ القاهرة اجازة.. الزبالة بتزيد.. ولا مؤاخذة!