قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء الماضي عند زيارتها الخاطفة لليبيا وامام جمع كبير من الليبيين ان القذافي يجب ان يلقي القبض عليه أو يقتل في اقرب فرصة لمنعه من التدخل في مستقبل ليبيا الجديد. وقد لفت الاسلوب غير الدبلوماسي الذي استخدمته وزيرة الخارجية في التعبير عن رأي بلادها انتباه جميع المتابعين لتطورات الاوضاع الليبية ولكن المثير حقا هو ان القذافي قتل قبل مرور اقل من 84 ساعة علي تصريحات هيلاري.. واذا كان الرئيس اوباما قد اعتبر مقتل القذافي انتصارا للسياسة الخارجية الامريكية فقد كانت وزيرة الخارجية الامريكيةسعيدة للغاية حيث انها كانت تقود الجناح الذي كان يؤيد التدخل في ليبيا بدعوي حماية المدنيين وقد تمكنت من التغلب علي معارضة بيل جيتس وزير الدفاع في ذلك الوقت. وقد اثار مقتل القذافي تكهنات وتساؤلات عديدة في الولاياتالمتحدة حول ما اذا كانت واشنطن ستلجأ إلي استخدام هذا النموذج العسكري في مواجهة الرئيس السوري.. اي ان تتحرك الولاياتالمتحدة بسلاح الطيران أو الطائرات بدون طيارين لدعم الثوار وبمساعدة قوات خاصة من اوروبا.. وعندما طرح سؤال حول ذلك في المؤتمر الصحفي بالبيت الابيض قال جي كارفي المتحدث الرسمي لقد فقد الاسد شرعيته لادارة بلاده. ومن المعروف ان الرئيس اوباما كان قد فضل عند بدء العمليات العسكرية ضد ليبيا اعطاء فرنسا وبريطانيا مهمة القيادة والصدارة واقتصر الدور الامريكي علي تقديم السلاح المتقدم والاتصالات والمعلومات وطائرات دون طيار.. وقد تعرض الرئيس اوباما لنقد شديد من جانب الاوساط السياسية المحافظة في الولاياتالمتحدة واطلقت علي اسلوبه »القيادة من الخلف«.. واذا كانت واشنطن قد رأت في مقتل القذافي انتصارا لسياستها الخارجية فقد حذر المراقبون من التحديات التي تواجه ليبيا فيما بعد القذافي وفي مقدمتها جمع اسلحة الثوار لمنع اي عمليات انتقامية واحتواء العنف.. ومن التحديات التي تواجه ليبيا ايضا هو تفعيل الاقتصاد علي ضوء ما تمتلكه ليبيا من موارد هذا إلي جانب بناء نظام سياسي فعال وشرعي مستقر وقد يكون هذا اخطر التحديات نظرا للنظام القبلي في ليبيا. واذا كانت ليبيا تواجه بعض التحديات فان مقتل القذافي قد وضع الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلنطي في مواجهة تحديات اكثر إلحاحا. وكان حلف شمال الاطلنطي قد اعرب منذ عدة شهور عن القلق تجاه اختفاء آلاف من صواريخ ارض - جو من ليبيا مما حدا بالولاياتالمتحدة لارسال 41 خبيرا ورصد مبلغ 05 مليون دولار للبحث عن هذه الصواريخ. وقد نص قرار مجلس الامن رقم 9002 الذي صدر في الشهر الماضي علي ضرورة قيام السلطات الليبية الجديدة بضمان تأمين أو مراقبة أو تدمير تلك لاسلحة بشكل مناسب والسماح بتواجد المراقبين الدوليين للمساعدة في هذه المهمة. وكان المجلس الوطني الانتقالي قد اعلن ان نحو 0005 من الصواريخ الروسية من طراز »سام -7« لم يستدل عليها مما يشكل خطرا لاحتمال وقوعها في ايدي من يريدون استخدامها ضد الطائرات المدنية. وقد اشار الخبراء العسكريون إلي احتمال تهريب هذه الصواريخ إلي افغانستان عن طريق كينيا.. كما ترددت تقارير اخري عن مخاوف من تهريبها إلي قوات حماس أو استخدامها من قبل اتباع تنظيم القاعدة في الجزائر. وكانت المعارضة الليبية قد ابدت مخاوفها من وجود كميات من غاز الخردل وهو الامر الذي جاء في تقرير نشر بجريدة النيويورك تايمز والتي اشارت إلي ان عددا كبيرا من الصواريخ المزودة بنظام التعقب الحراري وبالمواد النووية قد فقدت من منشأة عسكرية سرية.