غيابه بدا أقرب للاختفاء مثيرا لعديد من علامات الاستفهام.. فلماذا يغيب فنان كبير بحجم موهبة محمد نوح، لماذا آثر الانزواء وهل كان ذلك باختياره أم دفع إليه دفعا وكيف يغيب من صرخ فينا وأشعل حماسنا بأغنياته وألحانه التي تفيض بمشاعر الوطنية »مدد مدد شدي حيلك يا بلد، الله حي بكره جاي، شيلي طرحة الحزن السودا« التي وقف يغنيها فوق الدبابات ووسط الجنود علي الجبهة فلم يترك وحدة عسكرية إلا وذهب يغني لمصر فيها حتي صار شريكا وشاهدا علي النصر العظيم وقد طلب منه الرئيس الراحل أنور السادات عقب استرداد سيناء أن يذهب إلي أهلها ويغني لمصر قائلا له: »عايزك تخلي كلمة مصر تتردد علي لسان كل أبنائها بعد أن عزلتهم إسرائيل طويلا« وبالفعل ذهب نوح كما لو كان يؤدي مهمة وطنية فألتف حوله أهلها بكل حماس وحب وانتماء ليؤكد أن الفنان الحقيقي يستطيع أن يكون جنديا في خدمة وطنه. وقد جاء حوار الموسيقار الكبير مع الاعلامي خيري رمضان علي قناة cbc ليزيح الستار عن كثير من الأسرار والمواقف التي عاشها الرجل والتي دفعته إلي الغياب وقد أفسح له الاعلامي البارز المجال للحديث واتاح له الفرصة ليعلن الكثير من الآراء الجريئة في الفن والسياسة التي اكتوي بنارها فوقع ضحية لمؤامرة رجال النظام السابق الذين اغتالوا حلمه وأغلقوا مسرحه. حقا ان الزمن لا يعود لكننا نستطيع ان نرد بعض الاعتبار لهذا الفنان الكبير بأن يسارع التليفزيون بتسجيل مشواره الفني ويفرج عن أعماله الفنية من مسرحيات وأغان لتدرك الأجيال الجديدة معني الانتماء فما أحوجنا الان لنردد معه »مدد مدد شدي حيلك يا بلد«.