تعيد قوات النظام الليبي الجديد تجميع صفوفها للقيام بمحاولة جديدة للسيطرة علي مدينة سرت بشكل كامل بعدما تراجعت بضعة كيلومترات في مواجهة القوات الموالية لمعمر القذافي. وتتمركز قوات المجلس الوطني الانتقالي قرب مقر قيادة الشرطة، الموقع الذي تراجعت اليه بعد انسحابها كيلومترين تحت نيران قوات القذافي. وواجهت قوات العقيد القذافي في الحيين السكنيين "دولار" و"رقم 2" شمال غرب المدينة، مقاومة شرسة لم تكن متوقعة مما ادي الي تباطؤ تقدم قوات المجلس الذي كان يأمل في السيطرة علي سرت خلال ايام. واوضح ناصر مقصبي القائد علي جبهة كتيبة "شهداء ليبيا الحرة" ان المتمردين "استخدموا المدفعية لقصف الحيين. واضاف ان "الوضع لم يتغير اليوم ونطوق الحيين". وتابع " ارسلنا فريقا من المخبرين وسنقرر خطة التحرك المقبلة قريبا جدا". يأتي هذا فيما يخوض مقاتلون موالون لمعمر القذافي معركة "الخندق الاخير" في جيب للمقاومة يتقلص باستمرار في مدينة سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع . وحرك قادة المجلس الوطني الانتقالي الدبابات لاطلاق النار علي مبان من مسافة قريبة لطرد القناصة الباقين من قوات القذافي المحاصرة الان من جميع الجهات في جزء صغير من المدينة. وقال خالد الطير وهو قائد ميداني في سرت "نحن نسيطر علي المدينة بالكامل باستثناء الحي رقم 2 حيث حوصرت قوات القذافي." وقال العقيد محمد اغفير وهو قائد آخر "هذه العملية تلفظ انفاسها الاخيرة." من جهة أخري قصفت طائرات حلف الأطلنطي مواقع لكتائب القذافي في سرت . وكان الحلف قد نفذ 88 طلعة جوية يوم الاربعاء من بينها 26 طلعة هجومية لتحديد الاهداف وقصفها. قال الحلف ان من بين الاهداف التي قصفها عربتان عسكريتان قرب سرت وعربة عسكرية قرب بني وليد. في الوقت نفسه تجوب 12 سفينة حربية تحت قيادة حلف الاطلسي المياه في منطقة وسط البحر المتوسط لتطبيق حظر للسلاح فرضته الاممالمتحدة. وطلب من تسع سفن يوم الاربعاء تحديد وجهتها وحمولتها. ولم يتم اعتلاء أو تحويل مسار أي منها.علي الصعيد السياسي انضم الشيخ علي الصلابي إلي جماعة مرتبطة بالمجلس الانتقالي، في ما قد يكون مؤشراً علي النفوذ المتنامي للشخصيات الدينية في الحكم الجديد. وقال الصلابي إنه انضم إلي مجموعة العمل الوطني، وإنه يعتقد بضرورة مشاركة كل القوي السياسية في بناء الدولة. ومجموعة العمل الوطني فرع من المجلس الانتقالي مكلف التقريب بين الجماعات السياسية.في الوقت نفسه وقع المجلس الوطني الانتقالي في لغط جديد بسبب إعلان قياديين فيه اعتقال المعتصم القذافي، خلال محاولته الفرار من سرت، وهو ما نفاه رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبدالجليل أمس. وأكد المجلس علي وجود القذافي في ليبيا مشيراً الي أن الثوار سيتفرغون لملاحقته بعد التحرير الكامل لمدينة سرت . من جهه أخري كشف سليمان بوشويقير أول سفير لليبيا في سويسرا بعد الثورة عن أن عملية إعادة بناء بلاده تقدر بحوالي 007 مليار دولار. وأضاف ان هناك تقدير بما بين 005 مليار دولار إلي 007 مليار دولار، وهو مقدار لايمكن لليبيا ان تستوعبة لوحدها. لذلك، هناك حاجة إلي مساهمة شركات اجنبية في عملية إعادة البناء لإعادة الأمور الاقتصادية إلي مجراها الطبيعي في اقرب وقت ممكن.